في خضم أسعار الذهب القياسية، يقترح الخبير الاستراتيجي الجيوسياسي روبرت كابلان أن الاندفاع نحو تخزين الذهب قد يشير إلى أن اللاعبين الرئيسيين يستعدون لعدم الاستقرار المالي الأعمق.
يلاحظ كابلان، أن شراء البنوك المركزية للذهب قد يشير إلى الاستعدادات لهروب رأس المال أو “أزمة اقتصادية وسياسية متفاقمة مع الولايات المتحدة”.
ووفقًا لكابلان، فإن تخزين الذهب غالبًا ما يعني أن المرء متشائم بشأن المستقبل القريب والمتوسط. وأضاف: “قد يكون هذا إشارة خطر”.
وفقًا لأحدث تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، سيطرت البنوك المركزية على سوق الذهب العام الماضي، حيث اشترت بشكل جماعي أكثر من 1000 طن من الذهب للعام الثالث على التوالي.
في عصر يتسم بتصاعد التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي وصعود الاستبداد، يقترح كابلان أن العالم يدخل حالة من “الأزمة الدائمة”، مقارنًا بين الوضع الحالي وجمهورية فايمار الهشة في أوائل القرن العشرين.
يقارن كابلان بين الوضع الحالي وألمانيا في عهد فايمار (1919-1933)، التي اتسمت بالتضخم المفرط والتطرف السياسي والانهيار الاقتصادي. ويشير إلى أن المشرعين خلقوا نظاماً “لا يستطيع أحد أن يحكمه”.
يزعم كابلان أن التكنولوجيا قلصت الجغرافيا، مما مكن الأزمات من الارتداد حول الأرض، وذكر كابلان: “لقد وصلنا إلى نقطة التكامل العالمي لأن التكنولوجيا قلصت الجغرافيا بحيث يمكن للأزمة في جزء من العالم أن ترتد حول الأرض وتشعل أزمة في جزء آخر من العالم كما لم يحدث من قبل”.
يشير كابلان إلى أن الولايات المتحدة والصين وروسيا كلها في حالة تراجع، وإن كان بمعدلات مختلفة.
يحذر كابلان من أن الصراع العسكري بين الولايات المتحدة والصين، وخاصة بشأن تايوان أو بحر الصين الجنوبي، قد يكون له “تأثير مزعزع للاستقرار حقًا على الأسواق المالية”.
يصف كابلان دونالد ترامب بأنه “شخصية تاريخية عالمية” تؤثر على التاريخ حتى دون علمه، ويتوقع أن تكون ولاية ترامب الثانية مضطربة وقد تؤدي إلى المزيد من الفوضى في العالم.
يشير كابلان إلى أن تخزين الصين للذهب هو إشارة إلى عدم الاستقرار المالي المحتمل، وهروب رأس المال، وأزمة اقتصادية وسياسية متفاقمة مع الولايات المتحدة، كما يلاحظ أن الارتفاع الأخير في شراء الذهب هو علامة على أن “الأسواق تحاول التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية”.
يتوقع كابلان انهيار النظام في إيران في غضون السنوات الأربع المقبلة.