تشهد الأسواق المحلية موجة ارتفاعات غير مسبوقة في الطلب على سبائك الفضة، ويرى متعاملون بالأسواق إن ارتفاع أسعار الذهب وتراجع القوة الشرائية، والرغبة في الادخار والتحوط وسط استمرار مخاوف تراجع العملة.
وكشف تقرير لمركز الملاذ الآمن، صدر خلال الأسبوع الجاري، أن الأسواق المحلية تشهد إقبالًا متزايدًا في مبيعات الفضة خلال الفترة الحالية، ما دفع الشركات لمد فترات تسليمات تجار الجملة والتجزئة لأكثر من شهر.
وأوضح التقرير، أن الفضة أصبحت استثمار الضرورة، الذي لجأ إليه المصريون مؤخرًا، حيث أسهم ارتفاع أسعار الذهب، وتراجع القوة الشرائية، ورغبة المواطنين في البحث عن بدائل للذهب، تلبي احتياجاتهم في التحوط والادخار.
وأضاف، التقرير، أن تراجع القوة الشرائية للمواطنين، بفعل تراجع العملة المحلية، لعب دورًا مؤثرًا في تراجع الطلب على الذهب، لاسيما مع ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع القيمة الشرائية للرواتب، ما دفع المواطنين للتوجه للفضة بغرض توفير وادخار جزءًا ولو محدودًا من أموالهم.
أشار، التقرير، إلى أن الفضة إحدى الملاذات الآمنة التي يقبل إليها المستثمرين للتحوط وقت الأزمات والحروب الاقتصادية، وهو ما عزز من الطلب على المعدن الأبيض، لاسيما مع تراجع أسعاره مقارنة بالذهب، وجعله الاستثمار المناسب لتلبية احتياجات المواطنين.
أضاف، أن انخفاض أسعار ومصنعيات الفضة مقارنة بالذهب، يجعلها الوسيلة المناسبة لصغار المستثمرين والمواطنين من محدودي الدخل، حيث يبلغ متوسط مصنعيات الذهب بين 65 و 200 جنيه للسبائك والجنيهات، في حين أن مصنعيات سبائك الفضة تتراوح بين 2.5 و 5 جنيهات.
لفت التقرير، إلى أن الفضة تتميز بسهولة تعويض مصنعيتها مقارنة بالذهب.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة للتجارة والاستثمار في الذهب عبر الإنترنت، إن التغيرات الاقتصادية تعد عاملًا مؤثرًا في تنويع المواطنين لأساليب الادخار والاستثمار، التي تتناسب مع جميع الفئات، ولا سيما أصحاب الميزانيات المحدودة والشباب والأطفال.
أضاف، شهدت أسعار الذهب بالبورصة العالمية موجة من التراجع، حيث فقد أكثر من 300 دولار من أعلى مستوياته، ليستقر حاليًا بالقرب من 3235 دولار للأوقية، في المقابل، في حين أظهرت أسعار الفضة تماسكًا ملحوظًا، حيث استقرت عند حدود 32 دولارًا للأوقية، مما يؤكد أنها أداة ادخار واستثمار قادرة على الثَّبات أمام التقلبات.
أضاف، أن شراء الفضة في مصر يمثل فرصة استثمارية حقيقية، وخيارًا مناسبًا وفعّالًا للادخار ، حيث تعد بأنها في متناول شريحة واسعة من المجتمع، كما تتمتع الفضة بسيولة عالية، حيث يمكن بيعها بسهولة بكل شفافية.
ولفت، إلى أن أسواق الذهب اتجهت في السنوات الأخيرة، لطرح منتجات مغلفة من سبائك الفضة، في محاولة لتلبية الطلب المحتمل من جرّاءِ ارتفاع أسعار الذهب، واستيعاب الشريحة التي باتت قدراتها خارج الاستثمار في الذهب.
أشار، إلى أن الطلب العالمي على الفضة في تزايد مستمر بفضل استخداماتها في المجالات الصناعية الحديثة مثل الطاقة الشمسية والتكنولوجيا، ما يفتح المجال أمام ارتفاع محتمل في الأسعار مستقبلًا.
أضاف، أن التوترات الجيوسياسية، وتداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، عززت من ارتفاع أسعار الفضة خلال الفترة الماضية، وسط احتمالات قوية باستمرار ارتفاعها لنهاية العام.
قال عماد سعد، رئيس مجلس إدارة شركة أفريو جولد، لتجارة الذهب، إن الأسواق المحلية تشهد إقبالًا كبيرًا على شراء الفضة، مع تغيرات سلوكيات المستثمرين المحليين، إذ لم يكن هناك معرفة بها كوسيلة للاستثمار الفعال، لكن ارتفاع الأسعار جذب إليها العديد من راغبي الاستثمار، لاسيما من الفئات التي تتمتع بقدرة شرائية منخفضة.
أضاف، أن الأسواق تتعرض من وقت لآخر لنقص في المعروض أو ” شح” من سبائك الفضة من وزن نصف كيلو والكيلو جرام، نتيجة زيادة الإقبال الشديد، نتيجة انخفاض أسعارها مقارنة بالذهب.
لفت، إلى أن الإقبال على الفضة تطور طبيعي لراغبات المواطنين الشرائية نتيجة ارتفاع أسعار الذهب التي فاقت التوقعات، ومن ثم يبحث المواطنون عن وسائل أخرى تحقق لهم رغبة الادخار والتحوط.
قال جورج ميشيل، رئيس اللجنة النقابية للعاملين في تجارة وصناعة الذهب والمجوهرات، إن الأسواق تشهد نشاطًا ملحوظًا في مبيعات الفضة خلال الفترة الأخيرة، حيث اتجه المواطنون للمعدن الأبيض كملاذ آمن وبديلًا للذهب، لاسيما مع ارتفاع أسعاره لمستويات قياسية.
أضاف، أن الأسواق المحلية تشهدًا إقبالًا متضاعفًا سنويًا منذ عام 2023، حيث يزداد الإقبال عام تلو الأخر.
لفت، إلى أن انخفاض مصنعية سبائك الفضة يعد ميزة نسبية في تحقيق الأرباح، وعزز من إقبال المواطنين عليها لاسيما مع انخفاض أسعارها مقارنة بالذهب.
أوضح، إن انخفاض أسعار الفضة مقارنة بالذهب، علها في متناول شريحة واسعة من المواطنين، خصوصًا صغار المستثمرين والمدخرين.
أضاف، أن الاستخدامات المتنوعة للفضة ودخولها في القطاع الصناعي، عزز من احتمالات ارتفاع الطلب عليها، ومن استقرار قيمتها السوقية على المدى الطويل.
لفت، إلى أن هناك طلبًا كبيرًا على السبائك من أوزان 250 و 500 و 1000 جرام، حيث تتميز الأسواق بتوافر أوزان مختلفة من 10 جرامات وحتى الكيلو.
قال رفيق إبراهيم، تاجر ذهب، أن الطلب الاستثماري بصفة عامة ما زال يسيطر على الأسواق، ما بين السبائك الذهب والفضة، وفي المقبل تراجع الطلب على المشغولات، إلا لراغبي التزيين والزواج.
أضاف، أن تجار الذهب أدّت دورًا مهمًا في توعية المواطنين بأهمية الفضة كاستثمار، بغرض تحفيز حركة الأسواق، خصوصًا بعد ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية غير مسبوقة، وتعرض الأسواق لحركة من الركود على مدار عام.
أوضح، أن الفضة وسيلة للادخار والتحوط مثل الذهب، كما يسهل بيعها وتحويلها إلى أموال بسهولة في أي وقت، وأي مكان.
أضاف، أن أكبر الطلبات تتركز حول الأوزان كبيرة الحجم من سبائك الفضة ما بين الربع كيلو والكيلو جرام، نتيجة انخفاض أسعارها، إذ لا يتجاوز الكيلو 60 ألف جنيه.