شهدت أسعار الذهب انتعاشًا ملحوظًا هذا الأسبوع، حيث كادت أن تمحو خسائر الأسبوع الماضي، مع سعي المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن قبل مفاوضات تجارية حاسمة بين الولايات المتحدة والصين، والمنعقد خلال اليوم السبت في سويسرا.
اختتمت أسعار الذهب بالبورصة العالمية تعاملات الأسبوع عند مستوى 3325 دولارًا، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 2.6 %، وبقيمة 84 دولارًا، مدعومةً جزئيًا بضعف الدولار، حيث افتتحت الأوقية تعاملات الأسبوع عند مستوى 3241 دولارًا، ولامست مستوى 3400 دولار، ورغم الأداء المذهل لهذا الأسبوع، فإنه لا يزال أقل من أعلى مستوى تاريخي له عند 3500 دولار، الذي سُجل خلال أسبوع 22 أبريل الماضي.
عدم اليقين الاقتصادي يعزز جاذبية الملاذ الآمن
يظل العامل الرئيسي وراء الأداء القوي للذهب هو عدم اليقين الاقتصادي الناجم عن تطبيق الإدارة الأمريكية رسومًا جمركية على واردات السلع الأجنبية، ومع ذلك، تحسنت معنويات السوق عقب اتفاق تجاري ناجح بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما عزز التفاؤل بشأن المفاوضات الأمريكية الصينية المقبلة في نهاية هذا الأسبوع.
وصرح ماثيو ويلر، رئيس أبحاث السوق في StoneX، قائلًا: “هناك تفاؤل قوي في السوق بشأن التقدم المحرز في محادثات التجارة الأمريكية الصينية بشكل خاص، وبشأن المزيد من الصفقات التجارية عمومًا”.
وأضاف: “يبدو أن إدارة ترامب ربما تمد يد العون لدول مختلفة، وربما تكون أسوأ الحروب التجارية والرسوم الجمركية قد ولت، هذا ما بدأ السوق في تقديره”.
قرارات متباينة للبنوك المركزية
شكّلت قرارات السياسة النقدية العالمية خلفيةً إضافيةً لتحركات الذهب هذا الأسبوع، فبينما أبقى الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية في السويد والنرويج على أسعار الفائدة الحالية، خفّض بنك إنجلترا أسعار الفائدة، وقد جاء قرار الاحتياطي الفيدرالي متوافقًا مع توقعات السوق، مما سمح للمستثمرين بمواصلة التركيز على تطورات الحرب التجارية.
يعزز الأداء القوي للذهب هذا الأسبوع التوجه الصعودي للسوق تجاه المعدن النفيس، ويواصل المستثمرون تقدير ملاذات الذهب الآمنة في ظل بيئة تجارية غير مستقرة، حتى مع تفاؤل حذر بالتقدم الدبلوماسي الأخير.
في حين تترقب الأسواق نتائج المفاوضات المهمة التي ستُعقد نهاية هذا الأسبوع في سويسرا، من المرجح أن يظل سعر الذهب حساسًا لعناوين الأخبار التجارية وتغيرات شهية المخاطرة، ويواصل المعدن النفيس إظهار أهميته الاستراتيجية في المحافظ الاستثمارية المتنوعة خلال فترات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.