قال محللو المعادن الثمينة في شركة هيراوس Heraeus إن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواصل دعم أسعار الذهب، في حين يواجه الطلب المتذبذب على الفضة في قطاع الطاقة الشمسية بالصين تحديات تؤدي إلى تقلبات سعرية ملحوظة.
في أحدث تقرير لها، أوضحت الشركة أن الطلب الاستثماري على الذهب يشكّل المحرك الرئيسي للأسعار حاليًا، خاصة في ظل ضعف الطلب على الحُلي والتطبيقات الصناعية نتيجة الأسعار المرتفعة.
وجاء في التقرير: “رغم تراجع الطلب الفعلي، إلا أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) — خصوصًا في آسيا — دعمت ارتفاع الأسعار”.
وأضاف أن الطلب على السبائك والعملات الذهبية ارتفع بنسبة طفيفة بلغت 3% فقط على أساس سنوي في الربع الأول من 2025، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
وأشار التقرير إلى أن مبيعات عملة “Gold Eagle” الصادرة عن دار سك العملة الأمريكية انخفضت بنسبة 40% حتى نهاية أبريل، وهي أدنى مستوياتها منذ عام 2019، دون أن يعوّض ذلك التوجه إلى العملات ذات الأوزان الصغيرة، مثل العملات نصف الأوقية وربع الأوقية والعُشر أوقية.
وعلى الجانب الآخر، أفاد التقرير بأن مبيعات منتجات الذهب من دار سك العملة الأسترالية Perth Mint ارتفعت بنسبة 5% منذ بداية العام.
أما صناديق الـ ETF فقد شهدت بعض عمليات جني الأرباح خلال آخر 30 يومًا، حيث تراجعت حيازات الذهب العالمية بنسبة 1.36% لتصل إلى 88.3 مليون أوقية، فيما تواصل الأسعار مرحلة التماسك السعري.
الرسوم الجمركية… وعدم اليقين يعززان قوة الذهب
علّق المحللون على التطورات الأخيرة في ملف الرسوم الجمركية قائلين إن قرار المحكمة الفيدرالية ضد الرسوم المتبادلة التي فُرضت في أبريل أثّر على أسعار الذهب والدولار الأمريكي.
وأوضحوا: “في البداية، تراجع الذهب كملاذ آمن، وضعُف الدولار، وارتفعت الأسهم، لكن هذا التحوّل قد يكون مؤقتًا، خاصة أن البيت الأبيض سارع إلى استئناف القرار، وألمح إلى إمكانية رفع القضية إلى المحكمة العليا”.
وأضافوا أن حالة عدم اليقين في الأسواق المالية إلى جانب غموض مسار أسعار الفائدة لا تزال تدعم الذهب.
الفضة: الإنتاج الشمسي القياسي في الصين قد لا ينعكس على الطلب
فيما يخص الفضة، أشارت Heraeus إلى أن الصين تسير في طريقها لتحقيق رقم قياسي في تركيبات الطاقة الشمسية خلال عام 2025، لكن ذلك لا يضمن بالضرورة ارتفاعًا في الطلب على الفضة.
فقد شهد عام 2024 تباطؤًا نسبيًا في تركيبات الطاقة الشمسية الجديدة، التي بلغت 277 جيجاواط، لكن الأشهر الأربعة الأولى من 2025 شهدت طفرة واضحة، حيث تم تركيب 105 جيجاواط حتى أبريل، منها 45 جيجاواط في أبريل وحده. وإذا استمر هذا المعدل، فإن التقديرات السنوية قد تصل إلى 315 جيجاواط، أي بزيادة 13% عن العام الماضي.
لكن المحللين حذروا من أن هذا النمو يقابله تخفيض مستمر في استخدام الفضة لكل وحدة إنتاج، مما قد يُبقي الطلب الكلي على الفضة في القطاع الشمسي عند نفس مستويات العام الماضي أو أقل قليلًا، والتي قُدّرت بنحو 195 مليون أوقية، بحسب معهد الفضة.
ورصد التقرير ارتفاعًا سريعًا في إنتاج نترات الفضة بالصين خلال أبريل، تبعه انخفاض في تشغيل المصانع، ما يشير إلى احتمال تراجع الطلب في الشهور القادمة.