رغم استمرار الزخم الصعودي في سوق الذهب مدفوعًا بعدم اليقين الاقتصادي والفوضى الجيوسياسية، ترى ميشيل شنايدر، كبيرة استراتيجيي السوق في “ماركت جاوج”، أن الوقت قد حان لتحول الاهتمام نحو الفضة.
وقالت شنايدر في تصريحات صحفية، إنها كانت محايدة تجاه الذهب والفضة خلال فترة التذبذب الأخيرة، لكنها بدأت تراقب تحركات الفضة عن كثب، مشيرة إلى أنها ستتجه للشراء في حال تسجيل الفضة اختراقًا قويًا فوق مستوى 34 دولارًا للأوقية.
وجاءت تصريحات شنايدر في وقت سجلت فيه الفضة قفزة حادة مطلع الأسبوع، حيث تم تداولها عند 34.39 دولارًا للأوقية، مرتفعة بأكثر من 4% في أكبر مكاسب يومية منذ أكتوبر الماضي.
ورغم هذا الارتفاع، أكدت شنايدر أنها ما تزال تتحلى بالصبر، نظرًا لقوة المقاومة عند هذه المستويات، مشددة على أهمية رؤية استمرار في الزخم الشرائي لتأكيد الاختراق الفني.
وأضافت: “رسالتي للمستثمرين هذا العام هي: دعوا حركة الأسعار تروي القصة، فعندما يشتري المستثمرون عند نقاط القوة، يكون ذلك بداية لموجة صعود أكبر، وإذا ثبت اختراق مستوى 34 دولارًا، أعتقد أننا قد نرى الفضة عند 40 دولارًا قريبًا”.
في المقابل، واصل الذهب أيضًا ارتفاعه، حيث جرى تداوله عند 3,374.90 دولارًا للأوقية، بزيادة تجاوزت 2.6% .
ورغم تفضيلها النسبي للفضة في الوقت الحالي، أكدت شنايدر أن الذهب لا يزال يتمتع بقيمة كأصل نقدي أساسي، وأشارت إلى أن كلاً من الذهب والفضة سيستفيدان من ضعف الدولار الأمريكي المستمر في ظل تصاعد الشكوك الدولية بشأن الاستقرار السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة.
وقالت: “هناك شعور متنامٍ بأن المستثمرين الأجانب لم يعودوا يثقون بالولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يضغط أكثر على الدولار”.
وأضافت أن مؤشر نسبة الذهب إلى الفضة هبط مؤخرًا دون متوسطه المتحرك لـ50 يومًا، ما قد يشير إلى بداية تحول استثماري من الذهب إلى الفضة، خاصة بعدما سجلت النسبة ذروة تاريخية عند 107 نقاط الشهر الماضي مع بلوغ الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,500 دولار.
وربطت شنايدر بين الوضع الحالي وذروة عام 2020، حيث هبطت النسبة آنذاك من مستويات قياسية إلى أدنى مستوياتها في ست سنوات، متراجعة بنسبة 51% خلال عام واحد.
وعن المحفزات المحتملة للمزيد من الصعود في أسعار المعادن الثمينة، توقعت شنايدر أن يبادر الاحتياطي الفيدرالي قريبًا بخفض أسعار الفائدة رغم استمرار التضخم، وذلك في ظل تباطؤ اقتصادي متوقع قد يدفع البنك المركزي لتخفيف سياسته النقدية.
ولفتت إلى أن تراجع الفائدة قد يعيد تنشيط الطلب الصناعي على الفضة، مما يجعلها وسيلة تحوط أفضل ضد التضخم مقارنة بالذهب.
وبحسب أداة “CME FedWatch”، تتوقع الأسواق أن يتم خفض الفائدة في سبتمبر المقبل، غير أن شنايدر ترى أن مجرد تلميح من الفيدرالي بشأن التيسير النقدي سيكون كافيًا لإشعال موجة جديدة من الاهتمام بالذهب والفضة.
وحول أداء الدولار الأمريكي، أشارت شنايدر إلى أنه يواجه مخاطر هبوط كبيرة بعد أن كسر متوسطه المتحرك لـ80 شهرًا، في سيناريو مشابه لما حدث في 2011 و2020، مشيرة إلى أن تصحيح 2011 جاء عقب خفض تصنيف الدين الأمريكي وسط تفاقم الديون بعد أزمة 2008.
واختتمت بالقول: “رغم المخاوف الشديدة في الأسواق، فإن الدولار لم يعد يجذب الاستثمارات كملاذ آمن، ويبدو أن أي ارتداد له سيكون محدودًا وقصير الأجل إذا ما تأكد الاتجاه الهابط الجديد”.