في قصة تكشف عن الوجه المظلم لتجارة المجوهرات المقلدة عبر الإنترنت، أُلقي القبض على الزوجين تشاو مو وزوجته ماو في شنجهاي، الصين، بعد أن أمضيا ست سنوات في بيع منتجات تحمل علامة “باندورا” التجارية المقلدة، محققين أرباحًا طائلة بطريقة غير قانونية.
بدأت القصة عام 2016، حين كان الزوجان يعانيان من ضائقة مالية ويبيعان إكسسوارات بسيطة غير معروفة عبر متجرهما الإلكتروني، ثم لمحا فرصة “ذهبية” – لكنها غير مشروعة – لزيادة الأرباح من خلال شراء مجوهرات منخفضة الجودة تُعرض على أنها من ماركة Pandora، بأسعار تتراوح بين 2 إلى 4 دولارات للقطعة، وبيعها بما يصل إلى 25 دولارًا.
رغم أن السعر أقل بكثير من قيمة المجوهرات الأصلية، إلا أنه ما يزال يحقق هامش ربح مرتفع، ولتجنب الشكاوى والتقييمات السلبية، كان الزوجان يعيدان الأموال تلقائيًا لأي عميل غير راضٍ، دون طلب إعادة المنتج.
مبيعات بالملايين وانكشاف العملية
بحسب النيابة العامة في مقاطعة تشانجنينج بشنجهاي، بلغت إجمالي إيرادات الزوجين نحو 1.8 مليون دولار خلال الفترة من أكتوبر 2016 حتى أكتوبر 2022، من خلال تسعة متاجر إلكترونية على منصة أمازون.
لكن النهاية جاءت عندما تعاونت أمازون مع شركة Pandora في تتبع المنتجات المقلدة، عبر أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة تفحص ملايين العروض الإلكترونية لرصد الانتهاكات.
أدى التعاون إلى كشف الشبكة، وقامت السلطات الصينية بمداهمة مخازن الزوجين، حيث تم ضبط 4,000 قطعة مزيفة من مجوهرات باندورا، وأُلقي القبض عليهما.
أحكام مشددة وغرامات مالية
قضت المحكمة بإدانة الزوجين بتهمة بيع سلع تحمل علامات تجارية مزورة، وحكمت على تشاو بالسجن لمدة 3 سنوات و7 أشهر، وعلى ماو بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة سنة و8 أشهر، كما فُرضت عليهما غرامات مالية بلغت 70,000 دولار لتشاو، و28,000 دولار لماو.
وحذّرت النيابة العامة من أن “أي محاولة لتحقيق الثراء من خلال بيع المنتجات المقلدة ستُقابل بعقوبات صارمة”، مؤكدة أن “حقوق الملكية الفكرية للشركات لا يمكن انتهاكها، وأن حقوق المستهلكين يجب أن تكون محمية”.
Pandora: معركة عالمية ضد التزوير
تُعد هذه القضية جزءًا من معركة أوسع تقودها Pandora ضد عمليات التزوير حول العالم، وقال بيتر رينج، المستشار العام ونائب الرئيس الأول للشركة، في تصريح صحفية، “التزوير لا يمثل تهديدًا لباندورا فقط، بل لكافة العلامات التجارية العالمية، نحن نواجه شبكات إجرامية منظمة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والمتاجر الإلكترونية لنشر المنتجات المقلدة، مما يصعب تتبعها.”
وكشف أن فريق الحماية من التزوير في Pandora، والذي يضم خمسة خبراء، تمكّن خلال عام 2024 وحده من إزالة نصف مليون عرض مزيف، والمساعدة في مصادرة 100,000 قطعة مزيفة على مستوى العالم.
وأوضح أن الشركة تستخدم تقنيات متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات التتبع مثل البلوك تشين، ورموز QR، والأجهزة الذكية، إلى جانب تعاون وثيق مع السلطات الجمركية ووكالات إنفاذ القانون.
وأضاف رينج:”نحن لا نلاحق البائعين فقط، بل نذهب أبعد من ذلك إلى مصانع التزوير والموزعين، في محاولة لقطع سلسلة الإمداد من مصدرها.”