قال عماد سعد، رئيس مجلس إدارة شركة أفريو جولد، أن الأسواق المصرية شهدت في السنوات الأخيرة تنامي إقبال أهالينا من البدو والقبائل العربية، خصوصًا في مطروح وسيناء والواحات، على اقتناء المشغولات الذهبية كبيرة الحجم، وهو ما دفع العديد من الشركات والمصانع إلى تطوير خطوط إنتاج خاصة لتلبية هذا الطلب، في ظل تزايد أهمية الذهب كوعاء ادخاري ووسيلة لإظهار المكانة الاجتماعية.
أضاف، سعد، أن بعض الشركات طرحت مشغولات ذهبية كبيرة الحجم، وثقبلة الوزن من الذهب عيار 24، وتتراوح أوزانها بين 30 و 100 جرام،وبأشكال وألوان معينة تلبية لتزايد إقبال البدو عليها.
تقاليد راسخة وذوق متجدد
لطالما ارتبطت الثقافة البدوية في مصر بالحلي الثقيلة، وإن كان الاعتماد في الماضي الأكبر على الفضة والخرز والعملات المعدنية المضافة للبرقع والأزياء التقليدية. غير أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية جعلت الذهب يحتل مكانة متقدمة في جهاز العروس ومناسبات الزواج.
في سيوة مثلًا، استُبدلت الأقراص الفضية الضخمة مثل الأدرِيم والأغراو بمجوهرات ذهبية حديثة تحتفظ بالرمزية التقليدية لكن بوزن أخف. أما في سيناء، فقد ظل النقاب المزدان بالعملات حاضرًا في الطقوس، لكنه لم يمنع من اعتماد “الشبكة الذهبية” على النمط المصري العام.
مطروح وأولاد علي: الشبكة الثقيلة حاضرة
في محافظة مطروح، التي تعد معقل قبائل أولاد علي، تحافظ الأسر على تقليد الشبكة الذهبية بوصفها رمزًا أساسيًا في الزواج، بجانب أعراف محلية مثل “السياج” و”الكسوة”، وغالبًا ما تتضمن الشبكة أطقمًا كبيرة الحجم أو غوايش سميكة تُفضَّل لقيمتها الادخارية وسهولة استبدالها، ما يعكس مكانة اجتماعية عالية.
شركات الذهب تواكب السوق
أكد سعد، أن هذا الطلب المتزايد على المشغولات الثقيلة دفع شركات ومحلات كبرى لإنتاج غوايش عريضة وأطقم ذهبية ضخمة تعكس الذوق القبلي، لاسيما وأن أهالينا من البدو يفضلون دائمًا اقتناء القطع الكبيرة، حتى وإن تجاوز وزنها مئات الجرامات، معتبرين أن الذهب ليس مجرد زينة بل مخزن للقيمة.
وأضاف، أن بعض المصانع خصصت خطوطًا لتصميم أطقم “سوليتير” مطعمة بوحدات كبيرة الحجم أو غوايش ثقيلة “مفتولة”، تلائم الذوق العربي البدوي وتميزه عن الذوق الحضري الذي يميل إلى القطع الخفيفة والعملية.
قيمة اجتماعية واقتصادية
لا تقتصر دلالة المشغولات الذهبية الكبيرة على كونها مجوهرات للزينة، بل تعكس مكانة العائلات وتُستخدم كأداة تفاخر في المناسبات. كما أن الاستثمار في الذهب الكبير الحجم يوفر للأسر وسيلة ادخارية مضمونة ضد تقلبات العملة والتضخم، وهو ما زاد من إقبالهم عليها في السنوات الأخيرة.
يتضح أن السوق المصرية باتت منقسمة بين مستهلك حضري يفضل التصاميم البسيطة والوزن الخفيف، وآخر بدوي وقَبَلي يفضل المشغولات الثقيلة، وهو ما خلق فرصًا جديدة للشركات والمصانع التي وجدت في الذوق القبلي مجالًا واعدًا لتوسيع إنتاجها وزيادة حصتها السوقية.