قال عماد سعد، رئيس مجلس إدارة شركة أفريو جولد للذهب والمجوهرات، إن السوق المحلية تشهد خلال الأيام الأخيرة موجة غير مسبوقة من إعادة البيع، حيث يقبل المواطنون بكثافة على تصريف ما في حيازتهم من مشغولات وسبائك بهدف جني الأرباح السريعة بعد الصعود القياسي للأسعار.
وأوضح سعد أن أسعار الذهب في السوق المحلية اقتربت من 4900 جنيه للجرام عيار 21، مدفوعة بارتفاع الأوقية في البورصة العالمية إلى مستوى تاريخي بلغ 3600 دولار قبل أن تستقر عند 3587 دولارًا، مشيرًا إلى أن هذه المستويات لم تشهدها الأسواق من قبل.
تحذيرات وتوقعات مستقبلية
وأضاف سعد أن مؤسسات دولية كبرى تتوقع وصول سعر الأوقية إلى حدود 5000 دولار خلال الفترة المقبلة، وهو ما يتطلب من المواطنين التفكير جيدًا قبل التسرع في البيع.
وأكد أن من لا يضطر إلى تسييل مدخراته من الذهب سيخسر على المدى البعيد إذا باعها الآن، مشددًا على أن الاحتفاظ بالذهب أصبح ضرورة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية وارتفاع معدلات التضخم المتتالي.
أثر البيع المكثف على السوق
وأشار سعد إلى أن البيع المكثف ضغط على الأسعار محليًا خلال تعاملات اليوم، حيث تسبب تدفق كميات كبيرة من الذهب المعاد بيعه في تراجع الأسعار مقارنة بالمستويات القياسية التي سُجلت خلال نهاية الأسبوع.
قراءة أوسع للمشهد
وأوضح أن سوق الذهب المصرية أصبحت مرآة مباشرة للتحركات العالمية، إذ يعتمد التسعير على ثلاثة محاور رئيسية: سعر الأوقية عالميًا، وسعر صرف الدولار محليًا، ومستويات العرض والطلب الداخلي.
ومع تراجع سعر الدولار في السوق الرسمية إلى نحو 48.45 جنيهًا، حدّ ذلك من تسارع وتيرة الارتفاع المحلي.
ولفت سعد إلى أن ما يحدث الآن يعكس حالة نفسية مزدوجة لدى المواطنين: من ناحية هناك إقبال على البيع لتحقيق أرباح سريعة، ومن ناحية أخرى هناك إدراك بأن الذهب سيظل المخزن الأكثر أمانًا للقيمة وسط الأزمات العالمية، وهو ما قد يعيد الطلب على الشراء بمجرد استقرار الأسعار.