شهدت أسواق المعادن النفيسة أسبوعًا من التقلبات الحادة، تصدر خلاله البلاديوم قائمة الرابحين بارتفاع قدره 13.65%، فيما واصل الذهب تسجيل مستويات تاريخية جديدة، ولامست الفضة أعلى سعر لها منذ ثمانينيات القرن الماضي.
البلاديوم الأفضل أداءً
ارتفع البلاديوم بنحو 10% خلال الأسبوع، في أكبر مكاسبه منذ مايو 2023، مدعومًا بالصعود القياسي للذهب فوق مستوى 4000 دولار للأوقية، ما أعاد الزخم الاستثماري للمعادن الثمينة.
وقالت شركة Generation Mining إن ارتفاع الأسعار عزّز توقعاتها لمشروع Marathon Copper-Palladium في كندا، مشيرة إلى أن تعيين كلينتون سويمر نائبًا للرئيس للمشروعات — بخبرة تتجاوز 25 عامًا — سيساعد في دفع المشروع للاستفادة من موجة الأسعار الصاعدة.
الفضة: صعود تاريخي رغم التراجع الأسبوعي الطفيف
على الرغم من تراجعها بنسبة 0.48% بنهاية الأسبوع، فإن الفضة تظل في دائرة الاهتمام، إذ تجاوزت الأسعار 50 دولارًا للأوقية للمرة الأولى منذ محاولة الأخوين «هانت» السيطرة على السوق في عام 1980.
وبحسب «بلومبرج»، ارتفعت الأسعار إلى 52 دولارًا للأوقية بفعل نقص المعروض وارتفاع الطلب الصناعي من قطاعي السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية في الصين، إلى جانب ارتفاع معدلات تأجير الفضة في لندن إلى 35%، وهو أعلى مستوى منذ عقود.
الذهب: مكاسب قياسية ومخاوف من تصحيح محتمل
واصل الذهب صعوده القياسي، مدفوعًا بالمخاطر الجيوسياسية وتزايد مشتريات البنوك المركزية وتراجع عوائد السندات الأمريكية، إلا أن محللين في بنك أوف أمريكا حذروا من أن الذهب أصبح «في منطقة مبالغ فيها» تقنيًا، إذ تجاوز متوسطه المتحرك لـ200 أسبوع بنسبة 70%، وهو ما حدث فقط ثلاث مرات منذ عام 2006، وتبعها تصحيح تراوح بين 20% و33%.
تحركات الشركات
-
أعلنت شركة باريك جولد Barrick Gold بيع منجم Tongon في كوت ديفوار إلى شركة خاصة محلية مقابل 305 ملايين دولار، وهو أقل من التقديرات السابقة لبنك BMO البالغة 529 مليون دولار.
-
شركة دينديي بريشيوس ميتال Dundee Precious Metals واجهت انتكاسة بعد أن سحبت الحكومة الإكوادورية ترخيصها البيئي لمشروع Loma Larga، لكنها أكدت التزامها بالشروط القانونية للمشروع.
-
شركة K92 Mining سجلت إنتاجًا فصليًا بلغ 44,300 أوقية من الذهب من منجمها في بابوا غينيا الجديدة، بزيادة 30% عن الربع السابق، لتقترب من تحقيق هدفها السنوي البالغ 185 ألف أوقية.
فرص وتوقعات السوق
-
بنك أوف أمريكا توقع أن يؤدي توليد تدفقات نقدية حرة قوية في 2025 إلى زيادة العائدات للمساهمين بنسبة 67% لتصل إلى 9.7 مليارات دولار، منها 5.7 مليارات لإعادة شراء الأسهم و4 مليارات كأرباح نقدية.
-
بنك يو بي إس UBS أكد أن استمرار الذهب فوق 4000 دولار للأوقية قد يدفع لرفع التوقعات السعرية للعامين 2026 و2027 بنسبة تصل إلى 11%.
-
وول ستريت جورنال نشرت تقريرًا بعنوان «الذهب هو التحوط من البنوك المركزية»، معتبرة أن التحول في السياسة النقدية لليابان نحو خفض الفائدة على غرار سياسات ترامب قد يؤدي إلى تضخم عالمي جديد يعزز جاذبية الذهب كأصل واقٍ من فقدان القوة الشرائية للعملات.
التهديدات والمخاطر
يحذر محللون من أن الموجة الصعودية السريعة للذهب قد تشهد تصحيحًا قريبًا بعد سبعة أسابيع متتالية من الارتفاع — وهو نمط تاريخي تكرر منذ عام 1983 — إضافة إلى احتمال تهدئة الارتفاع في حال انحسار التوترات السياسية أو استقرار السياسات النقدية.
الأسواق تدخل مرحلة إعادة تسعير شاملة للمعادن النفيسة بعد تجاوز الذهب والفضة مستويات تاريخية، في ظل مزيج من الطلب الاستثماري المكثف والضغوط الجيوسياسية العالمية.
وفي حين يرى بعض المحللين أن السوق قد تشهد تصحيحًا فنيًا، إلا أن الطلب الصناعي القوي، ومشتريات البنوك المركزية، وتراجع الدولار ما تزال تمثل ركائز متينة لمسار صعود المعادن الثمينة خلال العام المقبل.