“إنّ من الناس من يختارهم الله؛ فيكونون قمح هذه الإنسانيّة: ينبتون ويحصدون، يعجنون ويخبزون، ليكونوا غذاء الإنسانيّة في بعض فضائلها”- مصطفى صادق الرافعي.
ربما يحتاح سوق الذهب إلى قوة حراك، تخرجه عن حالة السكون والرتابة التي وصم بها لسنوات طوال، تحوله وتغييره إلى سوق متفاعل مع المجتمع ومستحدثاته.
المسؤولية المجتمعية لقطاع الأعمال تعد جزءًا من منظومة اقتصاد السوق الاجتماعي، كما أنها تسهم في إعادة التوزيع في صالح الإنصاف، وتأتي كذلك في إطار التنسيق مع دور الدولة في تعظيم الموارد.
وتسهم المسؤولية المجتمعية للمؤسسات وللمجتمع في تحسين الخدمات التي تقدم للمجتمع، وخلق فرص عمل حقيقية، ودفع الأجور العادلة، والمشاركة في إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية والبيئية.
منذ أيام انتهت مجوهرات ” Sancy” من تخريج الدفعة الأولى من المنحة التدريبية لتصميم وإنتاج الألماس، والتي حضرها 11 طالبًا، من كليات الفنون التطبيقية والتربية الفنية.
وتضمنت المنحة التدريب على كافة المراحل من التصميم والإنتاج والجودة، باستخدام أحدث برامج التصميم والإنتاج المستخدمة في مجال تصنيع المجوهرات الماسية، ليكن خريج الدفعة مؤهلًا فعليًا للاندماج بسوق العمل، على الرغم من أنهم مازالوا في مرحلة الدراسة بكلياتهم.
اتخذت الشركة خطوة في توجيه السوق لأهمية تفعيل دور المسئولية المجتمعية لشركات الذهب والمجوهرات، وربط المنظومة التعليمية باحتياجات السوق، في ظل الندرة للمصممين المؤهلين والمحترفين، وتوجه السوق للاستعانة بالخبرات الأجنبية، على الرغم من تخرج سنويًا مئات الطلاب من كليات الفنون التطبيقية والجميلة والتربية الفنية، إلا أن ضعف التدريب والتأهيل، أدى لوجود فجوة بين العملية التعليمية ومتطلبات السوق، وصعوبة حصول الخريجين على فرص عمل مناسبة بالقطاع.
تحسب للشركة هذه الخطوة، لكن تقيم التجربة، والحكم عليها، ومدى إفادتها لقطاع الذهب والمجوهرات، لن يأتي إلا باتساعها واستمرارها فى تدريب وتأهيل المصممين والموهوبين لسد فجوة الاجتياج بالسوق المحلي دون اضطرار الشركات للجؤ الى العمالة الأجنبية المؤهلة والمهارة.
أمام شركات الذهب فرصة حقيقية فى دعم التدريب والتأهيل في إطار المسئولية المجتمعية تجاه سوق الذهب والمجوهرات، وتدريب عددًا أكبر من الطلاب والموهوبين، وليكن مستهدف السوق تدريب نحو 500 شخص سنويًا، سواء من الدارسين بالكليات الفنية، أو الفئات الموهوبة، التي لم تجد سبيلًا للالتحاق بأي من الكليات الفنية، ويكن السوق البوتقة التى تجذب وتضم هؤلاء أيضًا، كإضافة لقوة القطاع، واستغلالًا للمواهب.
ما تفعله أيضًا مدرسة ايجيبت جولد للتكنولوجيا التطبيقية بمجال الذهب والمجوهرات، فى تخريج كوادر فنية ومؤهلة من طلاب المرحلة الثانوية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وكذلك دور مصممة المجوهرات عزة فهمي فى تقديم منح للمهتمين فى مجال تصميم وإنتاج الحلى، يساعد في توفير عناصر مدربة ومؤهلة لسوق العمل، ويمثل إضافة، تعود بالأساس على تنمية القطاع وتوفير فرص عمل حقيقية، كما يسهم في تحقيق مساعي الشركات للتصدير والمنافسة بالأسواق الخارجية، إذ ما زال العامل المصري الأرخص مقارنة بالعمالة الأجنبية داخل القطاع، ما يوفر للشركات خفض التكلفة وتحقيق المنافسة.
المسؤولية المجتمعية استثمار في المجتمع أكثر من كونها عمل خيرى، علاقة يستفيد من خلالها المانح والمتلقي في إطار الاهتمام بالتنمية المجتمعية وتحقيق الربحية.