توج الملك تشارلز الثالث اليوم السبت،من قبل رئيس أساقفة كانتربري في وستمنستر أبي، إيذانا بالعصر الجديد وذلك بحضور قائمة كبيرة من الضيوف المهنئين، وآلاف من الجنود العسكريين، في الاحتفال الذي احتفظ بطقوسه منذ ما يقرب من ألف عام من التاريخ، ولكنه يعكس حداثة وتنوعًا كبيرًا في بريطانيا.
وبعد أن أمسك الملك جرمًا مرصعًا بالمجوهرات يمثل العالم تحت المسيح وصولجانًا يصور القوة الأرضية، تم وضع تاج سانت إدوارد المصنوع من الذهب الخالص على رأسه من قبل رئيس الأساقفة. وارتفعت صرخة “حفظ الله الملك”، ودوت الضجة، ودق أجراس الدير، وارتفعت تحيات المدافع في جميع أنحاء البلاد وخارجها.
وتوج ملك بريطانيا تشارلز الثالث في حدث ملكي يحدث لمرة واحدة في جيل، يشهده مئات الضيوف البارزين داخل وستمنستر أبي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المهنئين الذين تجمعوا في وسط لندن رغم سقوط الأمطار.
واتبعت خدمة التتويج المعقدة نموذجًا تقليديًا ظل على حاله لما يتجاوز 1000 عام. وأدى الملك قسم التتويج وأصبح أول ملك يصلي بصوت عال عند تتويجه. طلب في صلاته أن “يكون نعمة” للناس “من كل إيمان وقناعة”.
ويتميز تاج سانت إدوارد بتفاصيل معقدة، التاج الذي يبلغ من العمر 360 عامًا مصنوع من الذهب الخالص عيار 22 قيراطً، ويزيد ارتفاعه عن 30 سم وهو ثقيل ويزن حوالي 2.23 كجم، ما يعادل 5 أرطال.
كما تم مسحه بالزيت المقدس من قبل رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي ، الزعيم الروحي للكنيسة الأنجليكانية الذي يقود الاحتفال. وتمت المسحة، التي تعتبر أقدس جزء في الحفل، خلف ستار.
وقُدِّم للملك شعارات التتويج ، من بينها الرداء الملكي، فيما يعرف بجزء التنصيب من الخدمة. ثم توج بتاج سانت إدوارد البالغ من العمر 360 عامًا ، وهو أهم جزء في حفل التتويج. وبعد تتويجه الملك، أعلن ويلبي: “حفظ الله الملك”.
وجلس الملك تشارلز الثالث على العرش، مرتديًا التاج ، وبعد ذلك دعا رئيس أساقفة كانتربري الجمهور البريطاني، لأول مرة ، لتلاوة تعهد بالولاء للملك الجديد وملكه،”ورثة وخلفاء”.
ورغم أن تشارلز أصبح ملكًا بعد وفاة والدته، الملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر من العام الماضي، لكن يعد ذلك الحفل هو التتويج الرسمي للملك وهو شأن ديني عميق، مما يعكس حقيقة أنه بصرف النظر عن كونه رئيسًا لدولة المملكة المتحدة و 14 دولة أخرى ، أصبح تشارلز الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا .
وأقر رئيس الأساقفة بالعقائد المتعددة التي لوحظت في المملكة المتحدة خلال الحفل، قائلاً إن كنيسة إنجلترا: “ستسعى إلى تعزيز بيئة يمكن للناس من جميع الأديان أن يعيشوا فيها بحرية”.
لقد كان بالفعل يومًا يشع بالبهاء الملكي الفخم والاحتفال الاسطوري المميز. ليبدأ عهد الملك تشارلز والملكة كاميلا رسميًا – بعد أن تم مسح الزوجين الملكيين رسميًا وتوجهما في كنيسة وستمنست، حيث احتفلت الحشود التي تجمعت في لندن بهذه الأخبار السارة ، واستقبلت بالتحية بالبنادق في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
واستقل الملك تشارلز وزوجته كاميلا “عربة اليوبيل الماسي”، أحدث العربات الملكية البريطانية، حيث صُممت هذه العربة، الأسترالية الصنع، للاحتفال بمرور 60 عاماً على اعتلاء الملكة إليزابيث عرش بريطانيا، واستخدمت لأول مرة عام 2014.
يبلغ وزن العربة الملكية 3 أطنان، وطولها 5 أمتار ونصف المتر، وارتفاعها 3 أمتار، ويعلوها تاج مذهّب منحوت بدقّة، فيما تتزيّن أبوابها ومقابضها بعشرات أحجار الياقوت والألماس، أما الجزء الداخلي للعربة فمنجّد بالحرير الأصفر، ويضمّ قطعا من الخشب أُخذت من المباني والقصور التاريخية.
وفي طريق العودة استقل الملك تشارلز وزوجته كاميلا “العربة الملكية المذهّبة”، وهي أقدم عربة ملكية، وتعود إلى 260 عاما تقريبا، واستخدمت في كل مراسم التنصيب منذ عهد الملك وليام الرابع عام 1830، ويبلغ وزن العربة 4 أطنان، وطولها 7 أمتار، وارتفاعها 3.6 متر، وتحتاج إلى 6 خيول لجرّها.
تعد العربة الملكية المذهّبة قطعة فنية مصنوعة في منتهى الحرفية، مع نقوش متقنة تحت طبقة رقيقة من الذهب، ولوحات مغطاة بالرسوما.