«كرم مسعد»، ذاب عشقًا في فن الحلي، من التصميم إلى التدريب والتدريس، تستطيع أن تقول إنه إستاذًا جامعيًا بدرجة صنايعي في فن الحلي والمجوهرات.
تنوعت خبراته، بين العمل كمصمم، و أستاذ بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، ومستشارًا للتطوير والتدريب بشعبة صناعة الذهب والمعادن الثمينة.
وقال «مسعد» لـ «عيار 24»، إن كلية تربية فنية عززت من موهبته في مجال التصميم، لاسيما وأنه درس نحو 20 فنًا من بينهم، التصوير والنحت، وأشغال المعادن، والأخشاب، والجلود، والخزف”، حيث أكسبته هذه الفنون المتنوعة خبرة مختلفة مكنته من مجال تصميم الحلي.
أضاف، أنه بدأ مسيرته بعمق نحو تصميم الحلي بعد التخرج، وذلك من خلال دراسات بحثية نال عنها درجتي الماجستير والدكتوراه، بجانب العمل في العديد من الشركات في مجال تصميم المجوهرات، كما عين في الجامعة في عام 2008 بعد حصوله على درجة الدكتوراعه في تخصص الحلي.
وأشار إلى أن أبرز التحديات التي واجهته عند دخول مجال تصميم الحلي، هو تنتفيذ الورش لتصميماته وأفكاره ، إذا كانت بعض الورش والفنيين يرفضون تنفيذها لصعوبتها، ما دفعه لتعلم الصنعة وتنفيذ أفكاره بنفسه، ومن ثم أنشأ ورشة صغيرة في منزله، بمساحة متر في متر منذ عام 1992، والتي مازال محتفظًا بها حتى اليوم.
وتابع، أن الورشة الصغيرة التي في منزله بدأت في خروج شغل احترافي في 1995، مشيرا إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهته، تعلم كثير من التقنيات، ولكن مع نزول الورش أكسبته مزيدًا من التعلم والخبرة.
أوضح، أنه خلال عمله على رسالة الماجسيتر، وجد فرقًا كبيرًأ بين المعلومات في الكتب والتنفيذ على أرض الواقع، أي أن الكتاب يحتوى على معلومات قيمة جدًا، لا تطبق على أرض الواقع، كما وجد كمًا كبيرًا من المعرفة العملية والتطبيقية غير موثق وغير مسجلة في الكتب، وهذا ما دفعه لتخصيص رسالة الماجستير في مجال الحفر بالأحماض.
أضاف، أنه خاض تجربة العمل في إحدى شركات المجوهرات في مصر، وتعرف على مجموعة من المصممين الأجانب لديهم خبرات متنوعة، فأكسبه الاحتكاك بهم لتعلم المزيد عن هذه المهنة عبر تناقل الخبرات مع الجنسيات والثقافات الأخرى فكل شعب تقنية وطرق تنفذ بها مفرداتهم من الحلي.
وأضاف، أنه من حسن الحظ أنه كان يعمل في شركة ايجيبت جولد، واقترح على الشركة في 2002 أن يجلب الشباب الخريجين وتعليمهم، ونتج عنها طرح فكرة مدرسة الحلي المنفذة حاليًأ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بهدف توصيل كافة المعلومات للطلاب.
ولفت، إلى أن تصميم المجوهرات عالم كبير ملئ بالتفاصيل الكثيرة والدقيقة، لذلك حتى الآن مازالت يذاكر ويدرس، وكثيرًا ما يعود إلى الحضارة المصرية القديمة، وكذلك الحضارة اليابانية، وعلى الشباب التعلم باستمرار.
وقال« مسعد»، « في الصباح أكون دكتورًا جامعيًا، وليلًا صبيًا في ورشة، فهو كان حلم من أحلامي، وليس أستاذ الجامعة”.
أضاف، أنه حصل على 7 جوائز في مجال تصميم المجوهرات، ولكن لم يشاهد أحد كم مرة فشل فيها، من أجل الوصول إلى لحظة استلام الجائزة.
لفت، إلى أن تعلم تصميم المجوهرات يحتاج إلى اجتهاد في الحصول وتوفير المعلومات، ومن ثم اتجهت سوق “الأزبكية” للبحث عن الكتب القديمة.
أوضح، أنه من حسن الحظ أنه كان من جيل الوسط الذي عاصر الكتاب وأيضًا الكمبيوتر، فعندما دخل عالم الإنترنت وجد الكثير من الكتب التي كان يبحث عنها كثيرًا،ـ بجانب متابعة العديد من المصممين الأجانب والمصريين.
وأضاف، أن تصميم المجوهرات خلال السنوات الماضية كان يدويًا، ولكن مع التطور التكنولوجي أصبح يعتمد على برامج التصميم بالكمبيوتر.
أشار، إلى أنه يقوم بتحضير رسالة ماجستير في الصحة النفسية، تحت عنوان«العلاج بفن الحلي والمجوهرات»، والتي تستهدف توظيف تصميم الحلي المجوهرات كأحد الصناعات اليدوية في علاج الصدمات النفسية.
وحصل «مسعد» على جائزة في مسابقة معهد تايلند الدولية في تصميم الاحجار الكريمة، ضمن أفضل ٣٠ مصممًا على مستوي العالم عام ٢٠٢٠، وكذلك جائزه التميز في ملتقى القاهرة الدولي الثالث للخط العربي لتصميم حلي والاتجاهات الخطية الحديثة عام ٢٠١٧، وأيضًا حصل على أوسكار تصميم المجوهرات من مجلس الذهب العالمي المركز الأول عام ٢٠٠٩.