يظل عشق وسحر المجوهرات والأحجار الكريمة مسيطرًا على كثير من الناس، لاسيما الطبقات الأكثر ثراءً، حيث تعد المجوهرات رمزًا للثراء والرفاهية، ودلالة على الطبقة الاجتماعية على مر العصور، بل علامة على مدى تقدير الناس لبعضهم وخاصة الزوجات والأبناء، فضلا على ولع المرأة بها للتزين والتباهي.. ومن ثم نستعرض أهم وأغلى 10 قطع مجوهرات من الأعلى سعرًا للأقل.
تقدر بـ 250 مليون دولار “ماسة الأمل” اللامعة بشكل غير عادي، واحدة من أشهر الماسات الزرقاء النادرة، وقدّ سُمّيت على اسم أحد مالكيها وهو “هنري فيليب هوب”، ويعود تاريخها إلى القرن السابع عشر ميلادي، وقد تحوّلت هذه الماسة الضخمة التي يبلغ وزنها 112 قيراطًأ إلى أشكال أخرى في أيدي صائغي المجوهرات على مر السنين، ووصلت أخيرًا إلى حجم 45.42 قيراط، ومن أولئك الذين ملكوها يُذكر ملك فرنسا لويس الرابع عشر والسلطان عبد الحميد الثاني وكذلك مصمّم المجوهرات الشهير بيير كارتييه، تمّ شراء الحجر مؤخّراً من قِبل صانع المجوهرات في نيويورك هاري وينستون، وتمّ التبرع به لمؤسّسة سميثسونيان، تتميّز ماسة الأمل التي هي الآن إحدى مكوّنات المجموعة الدائمة للمتحف بسمة مهمة أخرى إلى جانب لونها وحجمها، ألا وهي لمعانها القوي والكثيف بشكلٍ غير عادي.
بـ 100 مليون دولار “دبوس طاووس جراف”، صنعه لورانس جراف مؤسّس شركة جراف للماس باسم والذي اشتهر بـ “ملك الألماس”، ولم يكن ذلك عن عبث، قلّة هم الذين يجرؤون على صنع دبّوس من ألماس بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، وهذا ما يجعله أكثر دبّوس قيمة تمّ صنعه على الإطلاق.
تزن هذه الجوهرة الفريدة 120.81 قيراط، وهي مزيّنة بما مجموعه 1305 ماسة بألوان مختلفة، أثمن قطعة في البروش هي ماسة زرقاء على شكل إجاصة تزن حوالي 20 قيراطًا، لا ندري إن كنت ستجرؤ على ارتداء هذه القطعة النادرة التي تكلف أكثر من طائرة خاصّة فاخرة، ولكن الجدير بالذكر أنّها يمكن ارتدائها بعد إزالة الماس الأزرق في المنتصف للحصول على مظهر أكثر بساطة عند الرغبة.
“ماسة فيتلسباخ جراف” يبلغ سعرها 80 مليون دولار ، والتي تمت مقارنتها بماسة الأمل من حيث لونها ووضوحها، هي ماسة تعود سجلّاتها إلى القرن السابع عشر، بعد أن كانت مملوكة لعائلة هابسبورج إلى، تمّ جلب ميونيخ عام 1722 عندما تزوجت ماريا أماليا من عائلة فيتلسباخ البافارية، ومنذ ذلك الحين تمّت تسميتها على اسم العائلة، احتفظت عائلة فيتلسباخ بالماسة في مجموعتها حتى عام 1951، وبعد ذلك العام تمّ تناقل ماسة فيتلسباخ بين أيادي مختلفة، ثمّ اشتراها مصمم المجوهرات الشهير لورانس جراف في عام 2008، وحينها اتخذ قرارًا جذريًّا بإعادة نحت الماسة، إذ تم قطع هذا الحجر الثمين للغاية، والذي كان يبلغ وزنه في السابق 35.56 قيراط، ليصبح 31.06 قيراط لإظهار لونه وبنيته الخالية من العيوب بشكل أفضل، تم انتقاد هذا الوضع بشدة في سوق المجوهرات على أساس أنّه أخلّ بالسلامة التاريخية للماس، ومع ذلك، زادت العملية بشكل كبير من وضوح الماس وقيمته، تمّت إعادة تسمية هذا الحجر الكريم الفريد باسم ماسة فيتلسباخ غراف، وتمّ بيعه لعضو من العائلة المالكة القطرية مقابل 80 مليون دولار في عام 2011.
خاتم ماسة بينك ستار بـ 72 مليون دولار، يعتبر تاريخ ماسة بينك ستار ذات اللون الطبيعي ووزن 59,60 قيراط تاريخًا حديثًا بالنسبة للكثير من الماس الأسطوري، إذ أنّها كانت قطعةً من الماس الخام بوزن 132,5 قيراط عندما عُثر عليها واستخرجتها شركة دي بيرز من مناجم جنوب إفريقيا في عام 1999، ولكن ما جعلها فريدة من نوعها ليس حجمها، بل لونها الزاهي بشكل استثنائي. تمّ نحت الماسة على مرّ 20 شهرًا بواسطة ثمانية من حرفيّي الماس من شركة شتاينميتز دايموند، في نهاية هذه العملية الطويلة، ظهرت ماسة رائعة بدرجة وضوح لا تشوبها شائبة، ثمّ باعت شتاينميتز الماسة إلى مشترٍ لم يُذكر اسمه في عام 2007. ثمّ تمّ طرح الماسة التي أطلق عليها اسم بينك ستار “النجم الوردي” للبيع مرة أخرى في عام 2013، حيث شارك إسحاق وولف في مزاد سوذبيز وعرض 83 مليون دولار لشراء الماسة، لكنّه لم يستطع سداد المبلغ في الوقت المحدد وتمّ إلغاء البيع، وفي المزاد الثاني قام رئيس مجلس إدارة شركة تشاو تاي فوك في هونج كونج د. هنري تشينغ كار شون بشرائها مقابل 72 مليون دولار تقريباً.
“ماسة أوبنهايمر بلو ” يبلغ سعرها نحو 57.5 مليون دولار، ، ويُعتبر خاتم ماسة أوبنهايمر بلو ذات وزن 14.62 قيراط جوهرة مميّزة جدّاً ذات شكل مستطيل، إذ أنّه حمل لقب أغلى خاتم ألماس في العالم حتى انتزعه منه خاتم بينك ستار، تم تصميم الماس الساحر بأزرقه النابض بالحياة والأزرق العميق بتركيب حلقة من البلاتين محاطة بماسة شبه منحرفة على كلا الجانبين، لا توجد معلومات واضحة حول تاريخ هذه الماسة الرائعة التي صنعها فيليب أوبنهايمر مدير شركة دي بير لزوجته، يُعتقد أنّه تمّ استخراجها من مناجم جنوب إفريقيا في أوائل القرن العشرين على الأرجح.
“العقد الفريد” يبلغ سعره 55 مليون دولار، الذي تم تصميمه من قبل اللبناني معوّض أحد أشهر مصممي المجوهرات في العالم، والعقد يرقى بالفعل إلى مستوى اسمه، ويتكوّن من ماسة صفراء عميقة في غاية المثالية على شكل بيضة تزن بالضبط 407.8 قيراطاً وتتربّع على عرش 91 ماسة بيضاء أخرى ذات نحوتات مختلفة وتزن 200 قيراط، لتصطفّ جميعها على عقد من الذهب عيار 18، تحمل هذه الجوهرة الفريدة من نوعها لقب أغلى عقد في العالم، حيث يبلغ سعره 55 مليون دولار، يقال إن الماسة الصفراء التي تشكل مركز القلادة عُثر عليها بالصدفة بين أكوام الأنقاض من قبل فتاة صغيرة في الكونغو في الثمانينيات.
“قمر جوزفين الأزرق” بيبلغ سعرها نحو 48.4 مليون دولار، تم العثور على ماسة قمر جوزفين الأزرق في جنوب إفريقيا في عام 2014، وهي ماسة زرقاء رائعة وخالية من العيوب تزن 12.03 قيراط، وبعد عرضها للبيع لمدّة عام، أصبحت الماسة فجأة واحدة من أغلى المجوهرات في العالم عندما بيعت في مزاد سوثبيز بمبلغ 48.4 مليون دولار في عام 2015. وبهذا البيع، أصبح جوهرة القمر الأزرق ذات أعلى قيمة للقيراط الواحد حتّى الآن، وبعد أن اشتراها ملياردير العقارات في هونج كونج جوزيف لاو لوين هونج كهدية لابنته جوزفين البالغة من العمر سبع سنوات، أخذت الماسة اسمها من مالكتها الجديدة. يشتهر جوزيف لاو لوين هونج بشراء المزيد من أحجار الماس الأكثر قيمة في العالم لبناته.
“ماسة جراف بينك”يبلغ سعرها 46.2 مليون دولار، لتتوالي مقتنيات لورانس جراف، كانت جراف بينك إحدى أكبر وأشهر الماسات الوردية بوزن 24.78 قيراط عند شرائها من قبل لورانس جراف صاحب مجموعة ” جراف دايموندز،”، وكان لها تصنيف ألوان مرتفع للغاية للماس الوردي. أظهرت جميع التقييمات التي أجراها الخبراء أن الحجر يمكن أن يكون مثاليًّا، ولذلك اعترض الكثيرون عندما حاول لورنس جراف القيام بمُخاطرة إعادة صقل الماسة، ولكن أظهرت نتيجة عملية الصقل أنّ جراف اتخذ القرار الصحيح، وكانت النتيجة جوهرة رائعة تزن 23.88 قيراط تم تصنيفها على أنها “مثاليّة من الداخل”، مما جعل ماسة جراف بينك من أغلى الماسات في العالم.
“ماسة زوي” يبلغ سعرها 32.6 مليون دولار، لا يوجد معلومات مفصلة عن ماضيها وبالتالي لا تزال لغزاً بالنسبة لعشاقها، هي ماسة منحوتة بشكل دمعة بوزن 9.75 قيراط متربّعة على سلسلة رائعة من البلاتين. بينما كانت الماسة جزءًا من مجموعة “رايتشيل لامبرت ميلون” الثرية والمحبّة لأعمال الخير، تمّ طرحها للبيع في عام 2014 بعد وفاة مالكتها، واشتراها رجل الأعمال من هونج كونج “جوزيف لاو لوين هونج” الذي يمتلك أيضاً ماسة قمر جوزفين الأزرق، ولكن في هذه المرّة اشترى رجل الأعمال الشهير الماسة لابنته الكبرى زوي وغيّر اسمها ليصبح ماسة زوي.
“عقد هاتون مديفاني جاديت”تقدر قيمته بنحو 27.4 مليون دولار، قدمه رجل الأعمال الأمريكي الشهير “فرانكلين لاوز هاتون” لابنته باربرا هاتون كهدية زفاف في عام 1933، يحمل اسمى الزوجين، ويتكوّن العقد من 27 حبة من الجاديت صممتها كارتييه؛ يكمّلها قفل من الذهب والياقوت والماس، ويعتبر الجاديت الموصوف بأنّه الحجر الكريم الأعلى جودة نادراً جدّاً، وتكون الأجزاء التي يُعثر عليها عادةً أصغر من 10 ملم، ولكنّ قيمة هذا العقد عالية جدّاً لأنّ قطر كلّ خرزة يبلغ حوالي 15 ملم وجميعها منحوتة من نفس الحجر، تمّ بيع عقد الجاديت بعد وفاة باربرا هاتون، واشتراه المصمّم كارتير مقابل 27.44 مليون دولار.