قد يكون الذهب في واحدة من أهدأ أسواق الصعود في التاريخ، حيث لا يفهم حتى بعض كبار المحللين تمامًا كيف ارتفعت الأسعار فوق 2700 دولار للأوقية.
كانت هذه هي ردود الأفعال خلال مؤتمر المعادن الثمينة لعام 2024 لـ “جمعية سوق السبائك في لندن“، في حين أن المحللين قد لا يفهمون تمامًا من يشتري الذهب بالضبط عند مستويات مرتفعة قياسية، لكنهم مقتنعون أن الأسعار لطالما شهدت حالة من الثبات فوق هذه المستويات، في ظل التوقعات باستمرار الارتفاع إلى أعلى من ذلك.
كانت الأراء في جمعية سوق السبائك في لندن متفائلة بشأن ارتفاع أسعار الذهب، لكنها محدودة دون مبالغة أو تفريط في الارتفاع، حيث كانت أبرز التوقعات ارتفاع الأسعار عند 3000 دولار للأوقية قبل نهاية 2025.
يرى المندوبون أنفسهم أن الأسعار سترتفع إلى 2941.40 دولارًا للأوقية بحلول هذا الوقت من العام المقبل، يمثل هذا التوقع ارتفاعًا بنسبة 10% عن الأسعار الحالية؛ ومع ذلك، فهو لا يزال أقل من علامة 3000 دولار.
تكشف هذه التوقعات، أن أسعار الذهب مازال أمامها الكثير من الارتفاع لتلامس مستويات قياسية، لاسيما وأن ارتفاع الأسعار مدعوم بعوال واضحة ومن بينها التوترات الجيوسياسية، وحالة عدم اليقين بشأن الانتخابات الأمريكية، بجانب توجه البنوك المكزية لتعزيز احتياطياتها من الذهب في إطار سياسة التخلي عن الدولار.
في حين تمثل الانتخابات الأمريكية المقبلة، ذروة في حالة عدم اليقين الجيوسياسي، حيث توقع المحللون أن يلقى الذهب كثير من الدعم مع وصول دونالد ترامب للرئاسة مرة أخرى، وخلال مؤتمر جمعية سوق السبائك في لندن، أشار المحللون إلى أن إدارة ترامب – سواء كانت جيدة أو سيئة – تمثل أكبر خطر، حيث أن مواقف المرشح بشأن السياسة الخارجية غير متوقعة في أحسن الأحوال.
وفي الوقت نفسه، ذكر المحللون أيضًا أنه حتى لو فازت كامالا هاريس في الانتخابات، فإن حالة عدم اليقين الجيوسياسية ستظل مرتفعة، حيث من غير المرجح أن يسود السلام في جميع أنحاء العالم.
كما لاحظوا أن أيًا من المرشحين لم يكشف عن أي سياسات تحل أزمة ارتفاع الدين الوطني، والذي تجاوز الآن 35 تريليون دولار، حتى خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي يدقون ناقوس الخطر بشأن ارتفاع الديون العالمية.
في هذه البيئة، ليس من المستغرب أن يتطلع المستثمرون إلى حماية استثماراتهم وقوتهم الشرائية، في حين أنه من غير الواضح بالضبط من يشتري الذهب.
كانت واحدة من أكثر المناقشات التي حضرها ممثلون من ثلاثة بنوك مركزية خلال مؤتمر جمعية سوق السبائك في لندن، قدم ممثلو البنك الوطني التشيكي والبنك المركزي المنغولي وبنك المكسيك مناقشة صريحة حول سبب احتفاظهم بالذهب.
أشار جميع المشاركين الثلاثة إلى أن الذهب يشكل تنويعًا مهمًا لاحتياطياتهم الأجنبية، ويتوقعون أن تستمر البنوك المركزية في شراء الذهب.
على الرغم من أنه من غير المتوقع أن يفقد الدولار الأمريكي مكانته كعملة احتياطية عالمية، إلا أن النظام النقدي أصبح متعدد الأقطاب، هذا التحول يعني أن الذهب، بدون مخاطر الطرف المقابل أو الطرف الثالث، سيظل أصلًا نقديًا مهمًا في المستقبل القريب.