ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، حيث لامست الأوقية أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2947 دولارًا، بفعل تصارع المستثمرون مع المخاوف المتزايدة بشأن اضطرابات السياسة الأمريكية وشراء البنوك المركزية، واستقر المعدن الثمين عند 2933 دولارًا، على الرغم من قوة الدولار، الذي ارتفع بنسبة 0.31٪ إلى 106.935.
يأتي ارتفاع أسعار الذهب الملحوظ وسط تدقيق مكثف للإصلاح السياسي الشامل لإدارة ترامب، وخاصة المبادرة التجارية المثيرة للجدل، منذ تنصيب ترامب رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، أصدرت الإدارة خمسة وستين أمرًا تنفيذيًا، حيث جذبت استراتيجيتها التعريفية العدوانية ضد الصين والرسوم المقترحة على المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي انتباهًا خاصًا من مراقبي السوق.
بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس،”إن الرسوم الجمركية، إذا استمرت، قد تتسبب في تفاقم التضخم بشكل كبير، مما يهدد الثقة التي وضعها العديد من الناخبين في ترامب لخفض أسعار البقالة والبنزين والإسكان والسيارات والسلع الأخرى كما وعد، كما خاطروا بإلقاء الاقتصاد العالمي والتفويض السياسي لترامب في حالة من الاضطراب بعد أسبوعين فقط من ولايته الثانية”.
ويعزو مجلس الذهب العالمي هذه الحركة التاريخية في الأسعار إلى عاصفة مثالية من العوامل، وذكرت المنظمة: “يظهر تحليلنا أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة – مثل سياسات التعريفات الجمركية لإدارة ترامب – وتحسين تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب وإعادة إشعال المخاوف بشأن التضخم كانت من المساهمين الرئيسيين في سعر الذهب المحطم للأرقام القياسية في يناير.
كما أكد المجلس على الدور القيادي المستمر للبنوك المركزية في دفع الطلب، وتوقعوا زيادة المشاركة من مستثمري صناديق الاستثمار المتداولة.
يبدو أن إمكانية تحقيق مكاسب أخرى كبيرة، خاصة إذا وسعت الإدارة سياسات التعريفات الجمركية الخاصة بها إلى ما هو أبعد من الصين، ويحذر محللو السوق من أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى حرب تجارية عالمية، وهو السيناريو الذي قد يدفع الذهب إلى الارتفاع، ويتعزز هذا الرأي من خلال استطلاع رأي مديري الصناديق العالمية الذي أجراه بنك أوف أمريكا في فبراير، والذي كشف أن 58% من المستثمرين حددوا الذهب باعتباره الأصل الأفضل أداءً في سيناريو حرب تجارية كاملة، متجاوزًا بشكل كبير الدولار الأمريكي، الذي اكتسب ثقة 15% فقط من المشاركين.
ويشير التقارب بين التوترات التجارية الجيوسياسية، وتراكم البنوك المركزية، وتمركز المستثمرين المؤسسيين إلى أن الارتفاع التاريخي للذهب قد يكون لديه مجال أكبر للاستمرار، حيث يتجه المشاركون في السوق بشكل متزايد إلى جاذبية الذهب كملاذ آمن كتحوط ضد عدم اليقين العالمي والضغوط التضخمية المحتملة.