شهدت صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب تدفقات إيجابية قوية بلغت قيمتها 38 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025، مسجّلة بذلك أفضل أداء نصف سنوي منذ النصف الأول من عام 2020، بحسب تقرير صادر اليوم الثلاثاء عن مجلس الذهب العالمي.
وأشار التقرير إلى أن الارتفاع الملحوظ في أسعار الذهب، إلى جانب التدفقات القوية، أسهم في زيادة إجمالي الأصول المُدارة لهذه الصناديق بنسبة 41%، لتصل إلى مستوى قياسي عند 383 مليار دولار بنهاية يونيو.
كما ارتفعت الحيازات الإجمالية من الذهب لدى هذه الصناديق بمقدار 397 طناً خلال النصف الأول من العام، لتصل إلى 3616 طناً، وهو أعلى مستوى تُسجّله في نهاية شهر منذ أغسطس 2022. وبلغ متوسط السيولة اليومية لسوق الذهب العالمي 329 مليار دولار خلال هذه الفترة، وهو الأعلى منذ عام 2018.
وسجلت جميع المناطق الجغرافية تدفقات إيجابية خلال شهر يونيو، إلا أن مستثمري أمريكا الشمالية وأوروبا تصدروا هذه التدفقات. وحقق المستثمرون في أمريكا الشمالية أقوى أداء نصف سنوي منذ خمس سنوات، حيث جذبت المنطقة وحدها 4.8 مليار دولار في يونيو فقط، في أقوى تدفق شهري منذ مارس، ليصل إجمالي تدفقاتها في النصف الأول إلى 21 مليار دولار.
ويُعزى هذا الإقبال الكبير إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، لا سيما في ظل الصراع الإيراني الإسرائيلي، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة، وفي مقدمتها الذهب.
ورغم إبقاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في يونيو، إلا أن استمرار المخاوف من تباطؤ النمو وارتفاع التضخم عزز من توجه الأسواق نحو الذهب، وتشير التوقعات إلى إمكانية خفض الفائدة ثلاث مرات بنهاية 2025، مع احتمال خفضين إضافيين في 2026.
وفي آسيا، ورغم تباطؤ الزخم في شهري مايو ويونيو، سجل المستثمرون هناك مشتريات قياسية من صناديق الذهب المتداولة، ساهمت بنسبة 28% من صافي التدفقات العالمية، و9% من إجمالي الأصول المُدارة على مستوى العالم.
وفي أوروبا، تحولت التدفقات إلى الاتجاه الإيجابي خلال النصف الأول من 2025، للمرة الأولى منذ النصف الثاني من عام 2022، بعد سلسلة من الخسائر نصف السنوية المتتالية، وفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي.