نجح الذهب في الحفاظ على مستوى دعم قوي عند 3300 دولار للأوقية، لكنه لا يزال يواجه صعوبات في تحقيق ارتفاعات جديدة، في ظل تراجع المخاوف الجيوسياسية بعد التوصل إلى اتفاقيات تجارية بين الولايات المتحدة وكل من اليابان وأوروبا. وبالرغم من أن الأسعار تتحرك بشكل عرضي، يرى محللون أن هناك فرصًا واعدة في سوق المعادن الثمينة الأوسع نطاقًا.
وأشار محللو السلع في بنك “كومرتس بنك” الألماني إلى أن الذهب سيظل على الأرجح يتحرك في نطاق محدد، إلى أن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي إشارات واضحة حول مسار تخفيض أسعار الفائدة، وهو ما يترقبه المستثمرون مع انطلاق اجتماع السياسة النقدية الذي يستمر ليومين.
ورغم التوقعات بأن يحتفظ الفيدرالي بموقفه الحيادي في هذه المرحلة، لفت البنك الألماني إلى أن أي نبرة “تميل إلى التيسير” قد تعزز من مكاسب الذهب، ولا تزال الأسواق تسعر احتمال بدء دورة خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من سبتمبر المقبل.
وفي هذا السياق، قالت “ثو لان نجوين”، رئيسة أبحاث العملات والسلع في كومرتس بنك، في مذكرة صدرت يوم الثلاثاء، إن اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء قد يقدم إشارات جديدة، وإذا لمح المركزي إلى خفض وشيك للفائدة—رغم استمرار ضغوط التضخم—فمن المرجح أن يستفيد الذهب من ذلك.
ورغم الأداء العرضي للذهب، أبقى “كومرتس بنك” على نظرته الإيجابية لباقي المعادن الثمينة، وعلى رأسها الفضة والبلاتين والبلاديوم، وقد قام البنك برفع توقعاته لأسعار هذه المعادن للنصف الثاني من العام.
فقد رفع المحللون توقعاتهم لسعر الفضة بنهاية العام إلى 39 دولارًا للأوقية، مقارنةً بالتقدير السابق البالغ 37 دولارًا، كما ارتفعت التقديرات لسعر البلاتين من 1250 إلى 1350 دولارًا للأوقية، في حين يُتوقع أن يصل البلاديوم إلى 1200 دولار للأوقية، ارتفاعًا من 1100 سابقًا.
وفي تحليله، أوضح كارستن فريتش، محلل السلع بالبنك:نرى أن الجزء الأكبر من الارتفاع الأخير في أسعار المعادن الثلاثة مستدام، حيث ساعد على تقليص التقييم المنخفض السابق مقارنةً بالذهب، يبلغ معدل الذهب إلى الفضة الآن 86، وهو قريب من متوسطه طويل الأجل، والأمر ذاته ينطبق على النسبة بين الذهب والبلاتين.
ومع استمرار النظرة المتفائلة للفضة والمعادن البلاتينية، أكد فريتش أن استمرار ارتفاع الذهب يظل العامل الحاسم لأداء القطاع بأكمله.
وأضاف:من المتوقع أن تتحرك أسعار الفضة والبلاتين بشكل متزامن مع الذهب خلال الفترة المقبلة. أما البلاديوم، فقد يكون أداؤه أضعف نسبيًا نتيجة العوامل الأساسية الأقل دعمًا.