فرضت الولايات المتحدة في أغسطس 2025 تعريفات (رسوم جمركية) على وارداتها من سويسرا بنحو 39٪، ضمن إجراءات ترامب لاستهداف العجز التجاري بين البلدين.
من بين البنود المتأثرة الذهب، الأوقيات والسبائك، خاصة سبائك الذهب من وزن واحد كيلو جرام أو 100 أوقية (100-oz)، التي كانت تُستخدم بشكل شائع في التداول في السوق الأمريكية (مثل Comex).
تفاصيل الخطة السويسرية المقترحة
سويسرا تعد واحدة من أكبر مراكز تكرير الذهب في العالم، وتكرير جزء كبير من الذهب المُستورد؛ وهذا يجعلها عرضة للتأثر الشديد بهذه الرسوم.
تستهدف الخطة بناء أو توسيع قدرات التكرير داخل الولايات المتحدة نفسها، بحيث يتم إنتاج أو إعادة تصنيع الذهب المطلوب للتصدير إلى السوق الأمريكية من داخل الأراضي الأمريكية، بهذه الخطوة، يُمكن أن تقلل سويسرا من التأثير الضريبي لمعظم الصادرات الذهبية المتوجهة إلى الولايات المتحدة.
الحكومة السويسرية وشركات التكرير السويسرية، بمن فيهم اتحاد الصناعة فيما يخص المعادن الثمينة، يشاركون في المشاورات مع الجانب الأمريكي.
لا تزال جارية المفاوضات، وهي سرية إلى حد كبير، بعض المصادر تشير إلى أن الفكرة ما زالت اقتراحًا أوليًا، وليست قرارًا نهائيًا.
تحديات ومعارضة
اتحاد مصنعي وتجار المعادن الثمينة السويسري أبدى رفضًا منطقياً لفكرة نقل القدرات إلى الولايات المتحدة، مرجعًا ذلك إلى أن تكاليف التأقلم ضخمة، والفوائد المحتملة قد تكون محدودة.
هناك بعض المخاوف من التأثير على جودة ومكانة السويسرية، من حيث البنية التحتية، والخبرة، ومعايير النوعية في التكرير السويسرية متقدمة، وقد يكون من الصعب استنساخها بسرعة في الولايات المتحدة مع الحفاظ على نفس مستوى المواصفات والسمعة.
كما أن بناء مصفاة أو توسيع قدرة تكرير في بلد آخر يتطلب استثمارات ضخمة، تأمين مهارات وعمالة متخصصة، لوائح تنظيمية مختلفة، وربما مخاطر متعلقة باللوجستيات وسلاسل التوريد.
التأثيرات المتوقعة
-
على الصادرات السويسرية إلى الولايات المتحدة، إذا تم التنفيذ، قد تقل الحساسية تجاه الرسوم، وتخف الأثر السلبي على تنافسية الذهب السويسري في السوق الأمريكية.
-
قد تُصبح هناك تحويلات استثمارية نحو الولايات المتحدة؛ وقد تؤثر أيضًا هذه الخطة على حجم التكرير المحلي في سويسرا، ربما بانخفاض أو تحوّل نشاط ما إلى الولايات المتحدة.
-
الخطة تُظهر رغبة سويسرية في التفاوض والدبلوماسية لتعديل أو إلغاء بعض الرسوم، وتجنب الضرر طويل الأمد للقطاعات المرتبطة بالذهب.
الخطة السويسرية تمثّل محاولة استراتيجية لتخفيض الأثر الضريبي المفاجئ الذي فرضته الولايات المتحدة على واردات الذهب السويسري. التحديات كبيرة، لكن الدافع أقوى بسبب التأثيرات الضخمة على الصادرات والتجارة وميزان المدفوعات السويسري، إذا نجحت هذه الخطة، فستكون نموذجًا لكيفية تعامل دول التكرير الكبرى مع السياسات التجارية التي تستهدفها، عبر إعادة توزيع للإنتاج، وتقريب قدرات الإنتاج من الأسواق المستوردة.