في ظل الارتفاعات القياسية المتواصلة للذهب وتزايد إقبال الأفراد على الاستثمار في السبائك، ظهرت في السوق المصرية ظواهر وصفها سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، بأنها «مهازل» تُربك المتعاملين وتشوّه قواعد الاستثمار الرشيد.
أزمة التغليف
يقول إمبابي: «من غير المنطقي أن يرفض البعض شراء سبيكة ذهب لمجرد أنها غير مُغلّفة، الغلاف في حد ذاته ليس ضمانًا للجودة ولا هو معيار للثقة، على العكس، قد يكون وسيلة لزيادة التكلفة على المستثمر أو حتى لتضليله».
وأشار إلى أن القيمة الحقيقية تكمن في الوزن والعيار فقط، مؤكّدًا أن السبيكة ستظل ذهبًا سواء وُضعت في غلاف بلاستيكي فاخر أو لم تُغلف على الإطلاق.
وهم “الكاش باك”
أما الظاهرة الثانية، فهي ما يُعرف بـ«الكاش باك» الذي تقدمه بعض الشركات، وهنا أوضح إمبابي: «الكاش باك ليس أرباحًا حقيقية كما يظن البعض، بل هو ببساطة جزء من أموالك التي اقتُطعت مُسبقًا وأُعيد تجميعها ليُعاد صرفها لك، بمعنى آخر، أنت من دفعت هذه الأموال من البداية».
ولفت إلى أن هذا الأسلوب يُستخدم كأداة تسويقية لجذب العملاء، لكنه يُضلل المستثمرين الجدد الذين يبحثون عن عوائد سريعة دون فهم آلية التسعير.
الفهم المغلوط للسوق
بحسب إمبابي، فإن الاستثمار في الذهب يجب أن يستند إلى المعايير الأساسية: السعر الفوري، الوزن، العيار، ورسوم التصنيع المحدودة في بعض المشغولات، مؤكدًا أن أي عناصر أخرى مثل التغليف أو الكاش باك ما هي إلا إضافات تسويقية لا تضيف قيمة حقيقية.
واختتم قائلاً: «الفكرة كلها اتفهمت بطريقة غلط، الذهب ليس منتجًا استهلاكيًا يُسوَّق بعروض ترويجية، بل أصل استثماري يحفظ القيمة على المدى الطويل. وأي تشويه لهذه الحقيقة قد يُعرّض المستثمرين للخسارة بدل المكسب».