قال دانييل بافيلونيس، كبير وسطاء السلع في شركة RJO Futures، إن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي باستئناف دورة خفض أسعار الفائدة اليوم الأربعاء قد يخلق مزيجًا اقتصاديًا شبيهًا بالسبعينيات، حيث لا يقتصر الصعود على الذهب فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الفضة والبلاتين والبلاديوم، مع توقعات بتسجيل قمم جديدة بنهاية العام.
وفي تصريحات صحفية، قبل قرار الفيدرالي، أوضح بافيلونيس أن البنك المركزي الأمريكي “ليس أمامه خيار سوى تلبية توقعات السوق وتنفيذ الخفض”.
وأضاف:”ثقة المستهلك، ومؤشر معنويات جامعة ميشيجان، وكافة البيانات الاقتصادية تؤكد أن التضخم غير مستقر، بينما تُظهر الأرقام تراجعًا واضحًا في سوق العمل، ومع تفويض الفيدرالي المزدوج، فإنه مضطر لدعم سوق العمل”.
وأشار إلى أن “سياسة الفيدرالي منذ عهد برنانكي تقوم على توجيه السوق مسبقًا بما سيحدث، وبالتالي فإن البنك مضطر إلى تنفيذ الخفض، خاصة بعد المراجعات السلبية الحادة لبيانات الوظائف”.
ترامب يضغط من أجل خفض أكبر
وكان الرئيس ترامب قد كتب على منصة Truth Social يوم الإثنين مطالبًا بخفض أكبر للفائدة:”متأخر جدًا… يجب خفض أسعار الفائدة الآن، وبنسبة أكبر مما كان يفكر فيه، الإسكان سيزدهر!”.
لكن بافيلونيس استبعد أن يُقدم الفيدرالي على خفض بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة، متوقعًا “3 تخفيضات متتالية حتى نهاية العام”.
الذهب كملاذ للتضخم والدين
قال بافيلونيس إن أسعار الذهب تعكس قناعة واسعة بأن الاقتصاد يتجه مجددًا إلى التضخم:”سوق الذهب يتعامل مع الوضع باعتباره بيئة تضخمية مستمرة، والآن مع خفض الفائدة لدعم العمل قد نشهد موجات تضخمية جديدة، والبنوك المركزية والمستثمر العادي على حد سواء يتجهون نحو الذهب كأداة تحوط نهائية ضد التضخم”.
وأضاف أن الجانب الآخر من المعادلة يتمثل في دوامة الدين:”تاريخيًا، الطريقة الوحيدة لخروج الحكومات من الديون الضخمة هي عبر التضخم. البنوك المركزية تدرك أن عليها تعزيز حيازاتها، والمستثمر الفردي بدوره يبحث عن الحماية”.
سيناريو السبعينيات يعود
شبّه بافيلونيس الوضع الحالي بالاقتصاد التضخمي في عهدي نيكسون وكارتر، قائلاً:”هذا تكرار لما حدث في السبعينيات… الذهب آنذاك كان المخزن الأهم للثروة، لكن هذه المرة سنرى معادن أخرى تلحق بالصعود: البلاديوم يبدو فرصة ممتازة، البلاتين يتحرك لأعلى، والفضة تستعد لاختراق مستوى 50 دولارًا”.
ولفت إلى أن الاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات ومصانع الرقائق والمشاريع التقنية الكبرى ستزيد الطلب على هذه المعادن، خصوصًا مع القيود التجارية والاعتماد السابق على الواردات من دول مثل روسيا، التي توفر أكثر من 40% من إنتاج البلاديوم.
عودة الشراكات بين القطاعين العام والخاص
توقع بافيلونيس أن نشهد عودة نمط استثماري من السبعينيات يتمثل في مشاركة القطاع الخاص (صناديق التقاعد وصناديق الاستثمار) في تمويل مشاريع البنية التحتية، في ظل مديونية الحكومات، “هذه المشروعات ستُموّل عبر السندات البلدية واستثمارات الأسهم الخاصة، وهو ما سيخلق طلبًا متزايدًا على النحاس والمعادن الصناعية، إلى جانب المعادن النفيسة”.
وأوضح أن الأموال الضخمة المكدّسة في صناديق أسواق النقد تبحث عن عوائد مستقرة، وقد تجدها في مثل هذه المشاريع، ما يعزز الوظائف ويزيد الطلب على المعادن.
توقعات الأسعار
اختتم بافيلونيس حديثه بالتأكيد على أن الوضع الحالي يمثل “عاصفة مثالية” لدعم المعادن النفيسة، الذهب قد يصل إلى 4000 دولار للأوقية بنهاية العام، والفضة قد تكسر حاجز 50 دولارًا، والبلاتين والبلاديوم مرشحان للتداول عند 1800 دولار.
يُذكر أن الذهب الفوري لامس مستوى قياسيًا جديدًا عند 3703.24 دولارًا للأوقية صباح الإثنين، قبل أن يتراجع قليلًا لاختبار دعم عند 3680 دولارًا.