تجري السلطات المصرية تحقيقات مكثفة بعد اختفاء سوار ذهبي أثري عمره أكثر من ثلاثة آلاف عام، ولايُقدّر بثمن يعود إلى الملك الفرعوني أمون إم أوبت، الذي حكم مصر قرابة عام 1000 قبل الميلاد، من عصر الانتقال الثالث، وذلك بعد اختفائه من معمل الترميم بالمتحف المصري في ميدان التحرير.
السوار المصنوع من الذهب الخالص يتميز بتصميم بسيط تتوسطه خرزة كروية من حجر اللازورد الأزرق، وهو حجر كريم كان يُستورد من مناطق بعيدة مثل أفغانستان القديمة، ويُعد رمزًا للقوة الملكية والحماية الإلهية.
وتصفه مصادر أثرية بأنه قطعة نادرة لا تُقدّر بثمن، إذ يجمع بين قيمة الذهب الرمزية في مصر القديمة وارتباط اللازورد بالسماء والآلهة.
وأشارت إلى أنه تم تشكيل لجنة متخصصة لمراجعة جميع مقتنيات معمل الترميم.
وقالت وزارة السياحة والآثار في بيان لها إن السوار، كان محفوظًا داخل معمل الترميم بالمتحف المصري في ميدان التحرير، قبل أن يتم اكتشاف فقدانه.
وأوضحت الوزارة أنها قامت على الفور بإبلاغ النيابة العامة والجهات الشرطية المختصة، وتعميم صورة القطعة الأثرية على جميع المطارات والموانئ والمعابر الحدودية لإحباط أي محاولة لتهريبها خارج البلاد، كما تقرر تشكيل لجنة متخصصة لحصر ومراجعة جميع المقتنيات داخل معمل الترميم.
نفي بشأن صور متداولة
أكد مدير عام المتحف المصري أن الصور التي تم تداولها على بعض المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي لا تخص القطعة المختفية، مشيرًا إلى أن الأساور الظاهرة في هذه الصور معروضة بالفعل داخل قاعات المتحف، في حين أن السوار محل التحقيق مختلف عنها تمامًا.
خلفية سياحية وثقافية
أفادت وسائل إعلام محلية أن حادثة الاختفاء وقعت أثناء التحضير لنقل بعض القطع الأثرية إلى معرض دولي في روما، وأكدت الوزارة أن الإعلان عن الواقعة تأخر عمدًا بهدف توفير مناخ مناسب لاستمرار التحقيقات دون تأثير خارجي.
ويأتي الحادث في وقت تستعد فيه مصر لتحقيق رقم قياسي في السياحة، إذ تتوقع استقبال 18 مليون سائح خلال عام 2025، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة في نوفمبر المقبل، بتكلفة تُقدّر بمليار دولار.