سجلت أسواق المعادن الثمينة موجة صعود قوية خلال تعاملات اليوم، حيث ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى تاريخي عند نحو 3,753 دولارًا للأوقية، بينما قفزت الفضة إلى ما يقارب 44.10 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2011، وسط حالة من التفاؤل بدعم من السياسات النقدية الميسرة وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة.
توقعات سيتي جروب
قال محللو بنك الاستثمار الأمريكي سيتي جروب إن موجة الصعود في الذهب والفضة مرشحة للتوسع لتشمل معادن صناعية أخرى خلال الفترة المقبلة، على رأسها النحاس والألومنيوم، وذلك مع تزايد مؤشرات ضعف الدولار الأمريكي وتوقعات الفيدرالي الأمريكي بمزيد من خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026.
دوافع النمو
-
سياسات نقدية ميسرة: التوقعات بأن الفيدرالي سيواصل خفض الفائدة خلال العام المقبل، ما يقلص من عوائد السندات ويزيد جاذبية المعادن.
-
ضعف الدولار: هبوط العملة الأمريكية يعزز جاذبية السلع المقومة بالدولار.
-
طلب صناعي متنامٍ: الألومنيوم يلقى دعمًا من قطاعات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، في حين يُتوقع أن يقفز النحاس مع توسع الطلب من الصناعات الكهربائية والتحول الطاقي.
-
إنفاق حكومي محفز: تشريعات اقتصادية أمريكية جديدة قد تدعم موجة استثمارات ضخمة في البنية التحتية، ما يزيد الطلب على المعادن الصناعية.
أرقام وتوقعات
من المرجح أن يصل سعر الذهب إلى 3800 دولار للأوقية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع سيناريو صعودي محتمل نحو 4000 دولار إذا استمرت الضغوط التضخمية وضعف الدولار.
توقعات أساسية بأن يسجل النحاس 12000 دولار للطن خلال 6 – 12 شهرًا، مع إمكانية بلوغ 14,000 دولار في حال استمرار الزخم.
في حين النظرة إيجابية للألومنيوم على مدى 6 – 36 شهرًا، مدعومًا بالطلب الصناعي العالمي والتحديات في الإمدادات.
مخاطر محتملة
ورغم موجة الصعود الحالية، حذر محللون من أن بعض عوامل السوق قد تكبح جماح المعادن، أبرزها، ارتفاع أسواق الأسهم الأمريكية إلى مستويات قياسية، مما قد يسحب السيولة بعيدًا عن الذهب، والتراجع الموسمي المتوقع لأسعار الذهب في الربع الأخير من العام، وإمكانية حدوث مفاجآت سلبية في بيانات الاقتصاد الكلي مثل النمو والبطالة والتضخم، والتي قد تعيد توجيه التدفقات الاستثمارية.
مع وصول الذهب والفضة إلى مستويات تاريخية، تشير توقعات البنوك الكبرى إلى أن موجة الصعود لن تتوقف عند المعادن الثمينة فقط، بل قد تمتد إلى المعادن الصناعية مثل النحاس والألومنيوم، ما يجعل قطاع السلع في قلب المشهد الاقتصادي العالمي خلال الفترة المقبلة.