تواصل توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي وتوسيع المعروض النقدي في الأسواق المالية العالمية دفع كلٍّ من الذهب والأسهم الأمريكية نحو الصعود.
غير أن هذا المناخ نفسه يبقي توقعات التضخم مرتفعة، وهو ما يشير – بحسب أحد المحللين – إلى أن أحد الأصلين قد يواصل تفوقه بشكل أوضح في المرحلة المقبلة.
في أحدث مذكرة تحليلية حول المعادن النفيسة، قال مايك مكلون، كبير استراتيجيي الأسواق في بلومبرج إنتليجنس، إنه يتوقع أن يواصل الذهب تفوقه على مؤشر S&P 500، مع بقاء نسبة الأسهم إلى الذهب قرب مستوى دعم فني رئيسي.
وتأتي تصريحات مكلون في وقت ارتفع فيه مؤشر S&P 500 بنحو 16% منذ بداية العام، وبنسبة 38% من أدنى مستوياته في أبريل الماضي عقب موجة البيع التي سببها النزاع التجاري، في حين صعدت أسعار الذهب بنحو 60% خلال نفس الفترة.
وسجل سعر الذهب الفوري 4,195.30 دولارًا للأونصة، بينما أغلق مؤشر S&P 500 عند 6,842 نقطة.
وقال مكلون:
“عند أكثر من ضعفي الناتج المحلي الإجمالي، فإن تأثير الثروة الناتج عن سوق الأسهم الأمريكية هو الأكبر منذ قرن تقريبًا، ومع ذلك فإن مؤشر S&P 500 يقترب من كسر مستوى دعم رئيسي أمام الذهب.”
وأشار إلى أن نسبة S&P إلى الذهب تبلغ حاليًا 1.66 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2020. ورغم أن الأسهم احتفظت بهذا المستوى سابقًا، إلا أن البيئة الاقتصادية هذه المرة مختلفة.
وأوضح مكلون أن تقييم مؤشر S&P 500 مقارنةً بالناتج المحلي الإجمالي والناتج العالمي يظل مرتفعًا، إذ تبلغ النسبة حاليًا 2.3 ضعفًا مقارنةً بنحو 1 إلى 1 قبل أحد عشر عامًا، مضيفًا:”أي عودة في نسب SPX/GDP وSPX/MSCI إلى المستويات التي يقف عندها SPX/الذهب الآن قد تبدو حركة طفيفة على الرسم البياني، لكنها ستحمل آثارًا انكماشية خطيرة.”
وفي الوقت نفسه، يرى مكلون أن هدوء تقلبات الأسواق قد يكون مؤشرًا على استمرار تفوق الذهب على الأسهم، مشيرًا إلى أن مؤشر التقلب (VIX) لا يزال دون 18 نقطة.
وقال:”ما يثير القلق هو أن الذهب لم يشهد ارتفاعًا بهذه السرعة من قبل كما في عام 2025، في وقت ظلت فيه تقلبات الأسهم عند مستويات منخفضة للغاية. وإذا استمر تراجع S&P 500 مقابل الذهب رغم هذا الهدوء، فقد يشير ذلك إلى مخاطر هبوط أكبر في نسبة SPX/الذهب عند تغير معنويات السوق. فالتقلب دائمًا ما يعود إلى المتوسط، والمسألة مسألة وقت. ولتفادي مزيد من التراجع، ينبغي أن تظل مخاطر سوق الأسهم عند مستويات منخفضة استثنائية، وهو وضع نراه غير قابل للاستمرار.”
وعلى الرغم من أن الذهب عادةً ما يعاني عندما تنتعش أسواق الأسهم، إلا أن محللين آخرين يرون أن الوضع هذه المرة مختلف، إذ يتجه المستثمرون إلى الذهب كأداة تنويع للتحوط من مخاطر الأسهم.
كما يشير محللون إلى أن المستثمرين ابتعدوا عن سندات الخزانة الأمريكية كأداة للتحوط، بسبب الارتفاع غير المستدام في الدين الحكومي الأمريكي.

















































































