سجّلت الهند قفزة كبيرة في واردات الذهب والفضة خلال شهر سبتمبر، حيث تضاعفت الكميات المستوردة تقريبًا مقارنة بشهر أغسطس، رغم الارتفاع القياسي في الأسعار العالمية، وذلك في ظل تسارع البنوك وتجار المجوهرات إلى تخزين كميات ضخمة استعدادًا لموسم المهرجانات، وتوقعًا لرفع الرسوم الجمركية بنهاية الشهر.
وقال مسؤول حكومي – فضّل عدم الكشف عن هويته – في تصريحات لوكالة رويترز، إن “البنوك وتجار المجوهرات قاموا بتخليص كميات كبيرة من الذهب من الجمارك خلال الأسبوعين الماضيين، في موجة إقبال لم نشهد مثلها منذ سنوات”، مشيرًا إلى أن الحكومة تتوقع مزيدًا من عمليات التخليص الجمركي في اليوم الأخير من الشهر، تحسبًا لزيادة مرتقبة في رسوم الاستيراد الأساسية على كلٍّ من الذهب والفضة.
وتُراجع الحكومة الهندية سعر الاستيراد الأساسي مرتين شهريًا، ويُستخدم هذا السعر لحساب قيمة الرسوم الجمركية المستحقة على الواردات.
تخزين استباقي قبل ارتفاع الرسوم
من جانبه، أوضح شيراج ثاكار، الرئيس التنفيذي لمجموعة أمرابالي، وهي من أبرز الشركات المستوردة للمعادن النفيسة في ولاية غوجارات، أن “البنوك وتجار السبائك يسابقون الزمن لتخليص الواردات قبل تطبيق السعر الأساسي الجديد يوم الأربعاء”.
وأضاف: “رغم بلوغ أسعار الذهب والفضة مستويات قياسية، فإن الطلب الاستثماري ما زال قويًا للغاية، وقد ضاعفنا مشترياتنا من المعدنين في سبتمبر مقارنة بالشهر السابق”.
تداعيات اقتصادية محتملة
وحذر محللون من أن هذه الزيادة الكبيرة في الواردات قد تُفاقم من ضعف الروبية الهندية وتُعمّق عجز الميزان التجاري.
وتُظهر بيانات وزارة التجارة أن الهند أنفقت في أغسطس نحو 5.4 مليار دولار لاستيراد 64.17 طنًا من الذهب، و451.6 مليون دولار لاستيراد 410.8 أطنان من الفضة، على أن تصدر بيانات سبتمبر منتصف أكتوبر الجاري.
وأشار تجار إلى أن صائغي المجوهرات في الهند كانوا قد ابتعدوا عن الشراء خلال الأشهر الماضية انتظارًا لتصحيح في الأسعار، إلا أنهم اضطروا مؤخرًا للشراء بأسعار مرتفعة لتلبية الطلب المتزايد قبل موسم المهرجانات، وفي مقدّمها عيد ديوالي المقرر في أكتوبر، حيث يُعد شراء الذهب خلاله رمزًا للحظ والازدهار.
علاوات سعرية مرتفعة في السوق المحلية
فرض التجار الهنود هذا الأسبوع علاوة تصل إلى 8 دولارات للأوقية فوق الأسعار الرسمية المحلية، وتشمل هذه الأسعار رسوم استيراد بنسبة 6% وضريبة مبيعات بنسبة 3%.
وقال أحد تجار السبائك في سنغافورة: “الطلب القوي من الهند فاجأ الأسواق العالمية، خاصة في ظل ركود الطلب في الصين عند هذه المستويات السعرية”.
مفارقة مع السوق الصينية
في المقابل، وسّع التجار في الصين خصوماتهم على الذهب هذا الشهر لتتراوح بين 31 و71 دولارًا للأوقية أقل من الأسعار العالمية المرجعية، في أكبر انخفاض تشهده البلاد منذ عدة سنوات، ما يعكس تباطؤ الطلب الصيني مقارنة بالهندي.
تعكس هذه القفزة في واردات الهند من الذهب والفضة شهية قوية للاستثمار في المعادن النفيسة رغم الأسعار القياسية، مدفوعةً بالعوامل الثقافية والدينية الموسمية، وتوقعات بارتفاع الرسوم الجمركية، مما يجعل من الهند عامل دعم أساسي للأسواق العالمية خلال الربع الأخير من العام.