قال أحد المحللين إن اختراق الذهب لمستوى 4000 دولار للأوقية بشكل حاسم قد يؤدي إلى بعض التقلبات في الأسواق، لكنه أكد أن هناك القليل مما يمكن أن يوقف زخم السوق الصاعد حاليًا.
وفي أحدث مذكراته حول ارتفاع الذهب، أوضح بارت ميليك، رئيس إستراتيجية السلع في تي دي سيكيوريتيز (TD Securities)، أنه نظرًا لسرعة وقوة صعود الذهب، فهناك احتمال أن يقوم بعض المستثمرين بجني الأرباح على المدى القريب.
وأشار إلى أنه منذ اختراق الذهب لمستوياته في أغسطس، ارتفع السعر بنحو 670 دولارًا للأوقية، أي أكثر من 20% خلال شهرين، في حين أن السعر الفوري عند 4050 دولارًا للأوقية يعني أن الذهب ارتفع أكثر من 55% منذ بداية العام.
وقال ميليك:”يبدو المعدن الأصفر في حالة تشبع شرائي، مما يشير إلى أن أي عامل قد يشكك في سرعة دورة التيسير من جانب الاحتياطي الفيدرالي أو يزيد من التقلبات، قد يؤدي إلى هبوط قوي، وقد نشهد تراجعًا ملحوظًا لتصحيح الارتفاع الكبير الذي شهده الصيف الماضي في المدى القريب”.
وأشار إلى أن المخاطر الهبوطية تتزايد، وأن هناك إمكانية لتراجع الأسعار نحو 3600 دولار للأوقية.
ومع ذلك، يرى ميليك أن أي انخفاض سيكون فرصة للشراء، إذ يتوقع أن يظل الاتجاه الصاعد للذهب قويًا حتى النصف الأول من العام المقبل.
وقال:”نتوقع أن يصل متوسط السعر إلى مستوى قياسي جديد يتجاوز 4400 دولار للأوقية خلال النصف الأول من عام 2026، مع قيام الفيدرالي الأمريكي بتيسير السياسة النقدية في ظل بيئة تضخمية مرتفعة، واستمرار مشتريات البنوك المركزية، وعودة الصناديق الاستثمارية للمراكز الطويلة”.
وتتوقع TD Securities أن يبلغ متوسط سعر الذهب نحو 4250 دولارًا للأوقية في 2026.
وأوضح التقرير أن الطلب القوي من البنوك المركزية أسهم في دعم القيمة طويلة الأجل للذهب، لكن الزخم الحالي يقوده الطلب الاستثماري مع عودة الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة.
وأضاف:”مديرو الصناديق الذين فاتهم الجزء الأول من موجة الصعود هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة قصيرة الأجل، بدأوا في دخول السوق خلال الصيف، مع توقعهم تراجع تكلفة التمويل نتيجة حماس الفيدرالي للتيسير من جديد”.
وأشار ميليك أيضًا إلى أن هناك مخاطر من ضغط سياسي متزايد قد يدفع الفيدرالي إلى خفض الفائدة بوتيرة أسرع من المتوقع، في ظل استمرار التضخم المرتفع.
وقال:”المخاوف بشأن مصداقية الفيدرالي تثير التكهنات حول احتمال حدوث تحويل جزئي فعلي للديون الأمريكية إلى نقد، مما سيؤدي إلى انخفاض العوائد الحقيقية مع استمرار التضخم فوق المستهدف”.
وفي سياق متصل، تتوقع TD Securities أن تواصل البنوك المركزية، بقيادة الصين، تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي باتجاه الذهب.
وأشار ميليك إلى أنه رغم برنامج الشراء المكثف للصين منذ عام 2022، فإن الذهب يشكل نحو 7.6% فقط من إجمالي احتياطياتها.
وأضاف:”ما زال أمام الصين مساحة كبيرة لزيادة حيازاتها من الذهب، مقارنة بنسبة 75% لدى الولايات المتحدة، وبالأسعار الحالية، فإن زيادة بنسبة 10% في احتياطيات الذهب لدى الصين تعني شراء حوالي 2600 طن، ما يشير إلى أن برنامج التنويع الصيني سيستمر لسنوات إذا كانت بكين جادة في الابتعاد عن الدولار”.