ارتفعت أسعار الذهب والفضة بشكل حاد خلال تعاملات الأربعاء في الأسواق الأمريكية، مع تسجيل المعدنين النفيسين مستويات تاريخية جديدة، وسط تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة بفعل الإغلاق الحكومي الأمريكي وعدم اليقين السياسي والاقتصادي العالمي.
وسجّل الذهب لعقد ديسمبر مستوى قياسيًا جديدًا عند 4072.40 دولارًا للأوقية، مرتفعًا بنحو 62.80 دولارًا ليجري تداوله عند 4067.20 دولارًا في منتصف جلسة الأربعاء، فيما قفزت الفضة لعقد ديسمبر إلى 49.04 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى في 14 عامًا، مقتربة من الرقم القياسي التاريخي البالغ 50 دولارًا، بارتفاع 1.385 دولار لتصل إلى 48.90 دولارًا.
الإغلاق الحكومي الأمريكي يضغط على الأسواق ويدعم الطلب على الملاذات الآمنة
دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الأول، ليُصبح الرابع من حيث الطول في التاريخ الحديث، حيث لا تزال مؤسسات حكومية رئيسية متوقفة عن العمل نتيجة الخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول الموازنة.
ويعمل موظفو الخدمات الأساسية مثل المراقبين الجويين دون أجر حتى التوصل إلى اتفاق سياسي، مما تسبب في تأخيرات في الرحلات الجوية بمطارات كبرى مثل شيكاغو ودالاس، الأمر الذي يُذكّر بالأزمة السابقة في 2018-2019 التي انتهت بعد اضطرابات مشابهة في حركة الطيران.
ويرى محللون أن تزايد الغضب الشعبي قد يدفع الكونغرس إلى إنهاء الإغلاق قريبًا، لكن استمرار الأزمة يواصل دعم الطلب على الذهب والفضة كملاذين آمنين.
بنك إنجلترا يحذّر من “تصحيح حاد” في الأسواق المالية
في تقريره ربع السنوي للاستقرار المالي، حذّر بنك إنجلترا من أن أسواق الأسهم العالمية مبالغ في تقييمها، خاصة شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى مخاطر تصحيح قوي في ظل استمرار الضبابية الاقتصادية العالمية وتراجع استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وأشار التقرير إلى أن تقييمات الأصول ترتفع رغم استمرار الغموض حول التوقعات الاقتصادية، مما يزيد من احتمالات هبوط مفاجئ في الأسواق.
ويأتي هذا التحذير متسقًا مع تصريحات المتداول الشهير بول تيودور جونز الذي حذّر من دخول الأسواق الأمريكية مرحلة الذروة المبالغ فيها (Blow-off top).
الدولار يحقق مكاسب قوية واليورو يتراجع بسبب الأزمة الفرنسية
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في تسعة أسابيع، بدعم من الأزمة السياسية في فرنسا التي أضعفت اليورو إلى أدنى مستوى في شهرين، بالإضافة إلى الخفض المفاجئ لأسعار الفائدة في نيوزيلندا الذي دفع عملتها إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر.
ويواصل المستثمرون الاتجاه نحو الدولار كملاذ مؤقت، ما يزيد من الضغوط على العملات الأخرى، ويعزز من جاذبية الذهب كأداة تحوّط ضد ضعف العملات.
تشير التحليلات إلى أن موجة الصعود الحالية للذهب والفضة قد تتسارع أكثر في المدى القصير بفعل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، لكن تشبّع الأسواق بالشراء قد يفتح الباب أمام تصحيح محدود قبل استئناف المسار الصاعد.
ويرى محللون أن الذهب قد يختبر مستوى 4100 دولار قريبًا، بينما تسعى الفضة إلى كسر حاجز 50 دولارًا للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، ما يعزز التوقعات بأننا أمام مرحلة نضوج للسوق الصاعد للمعدنين النفيسين.