أفادت مصادر أمنية وأخرى قريبة من إدارة المتحف الوطني في دمشق، اليوم الثلاثاء، بأن مجموعة من اللصوص سرقت عددًا من السبائك الذهبية الأثرية من المتحف الوطني السوري، في حادثة تُعدّ الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلاد.
وأوضح مصدر قريب من إدارة المتحف لوكالة فرانس برس أن “السرقة وقعت ليل الأحد – الإثنين، وشملت ست قطع من ما يُعرف بالجناح الكلاسيكي”، وهو من أهم أقسام المتحف ويضم قطعًا أثرية تعود إلى العصور الهيلينستية والرومانية والبيزنطية.
وأضاف المصدر أن القطع المسروقة عبارة عن سبائك ذهبية، دون تحديد عمرها أو مصدرها الدقيق، فيما أكد مصدر أمني آخر المعلومات ذاتها.
ورفض أحد مديري المتحف الإدلاء بتفاصيل إضافية، مكتفيًا بالقول إن “المتحف مغلق لأسباب أمنية، ومن المقرر أن يُعاد افتتاحه الأسبوع المقبل”. كما لم تصدر السلطات السورية أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي وقوع السرقة.
وأشار مصدر أمني آخر إلى أنه تم احتجاز عدد من الموظفين والحراس عقب الحادثة لاستجوابهم قبل الإفراج عنهم لاحقًا، فيما ذكر مسؤول في الهيئة العامة للمتاحف – طلب عدم الكشف عن هويته – أن قوات الأمن منعت دخول العاملين إلى قاعات العرض منذ وقوع السرقة.
ولاحظ مراسلو وكالة فرانس برس الذين زاروا المتحف أنه كان مغلقًا – كما هو معتاد يوم الثلاثاء – دون أي مؤشرات ظاهرة تدل على وقوع حادث أمني.
يُذكر أن المتحف الوطني بدمشق كان قد أغلق أبوابه أواخر العام الماضي، قبيل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد على يد تحالف إسلامي، وذلك خشية من أعمال النهب خلال الحرب، قبل أن يُعاد افتتاحه في يناير الماضي.
ويضم المتحف عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي توثّق تاريخ سوريا الممتد من العصور الحجرية إلى الحقبة الإسلامية، بما في ذلك تماثيل يونانية ورومانية وأدوات ما قبل التاريخ ومخطوطات نادرة.
وخلال سنوات الحرب، نُقلت العديد من القطع الأثرية من متاحف ومواقع في أنحاء البلاد إلى المتحف الوطني لحمايتها من القصف والسرقة، إلا أن الحرب نفسها شهدت عمليات نهب واسعة لمواقع أثرية، وتدمير متاحف كاملة، ما وفّر لمهربي الآثار ملايين الدولارات في السوق السوداء.
















































































