على الرغم من طرح البنوك حاليًا شهادات ذات عائد يصل إلى 22%، إلا أنه مازال الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية يفوق التوقعات، حيث يرى العديد من المسئولين بسوق الصاغة أن الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية وصل إلى نحو 95%.
وفي ظل الارتفاعات التي وصل إليها سعر الذهب ولم يشهدها السوق المحلية من قبل، فهل تسبب الذهب في سحب البساط من شهادات الادخار؟.
فهناك من يحتار في استثمار أمواله مابين الذهب أم شهادات الادخار، حيث هناك من يفضل شراء الذهب باعتباره وسيلة مضمونة للربح وملاذًا آمنًا للاستثمار، بينما يذهب البعض الآخر لاختيار شهادات الادخار باعتبارها ذات عائد مادي مضمون.
جنون الذهب
وقالت دكتورة علياء المهدي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق، إن الجنون الذي يشهده سوق الذهب خلال الفترة الحالية هو انعكاس لعدة اشياء أهمها سوء الادارة الاقتصادية للبلاد، وعدم الثقة في المستقبل الاقتصادي القريب جدًا والتخبط وارتفاع درجة المضاربة على الأصول القابلة للتسييل بسهولة، مثل العملات الحرة و الذهب.
ونوهت إلى هناك شئ خاطئ، حيث أنه حينما تصل أسعار الذهب لمستوى يقترب من ال3000 جنيه و كانت من سنة ماضية واحدة في حدود ال 800 جنيه للجرام.
ولفتت المهدي إلى أن هناك ارتفاع في الطلب غير طبيعي على الذهب أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية، مشيرة إلى اتجاه المواطنين للذهب كملاذ آمن بدلا من شهادات البنوك.
واوضحت أن ما يؤكد ذلك أن هناك جزء من العوائد التي تم توزيعها من شهادات ال18%، لم يتم إعادة تدويرها في شراء الشهادات المطروحة حالياً.
ونوهت إلى نقطة أخرى أن الذهب معرض دومًا للارتفاع أو الانخفاض في أي لحظة كأي سلعة، لارتباطه بقيمة الدولار والفائدة في الخارج.
أوضحت أن المواطن الرشيد أحيانًا يقترض أموالًا و يدفع ثمنها ويحتفظ بها، مع ترقبه لفرصة قد تحقق له أرباحًا مناسبة، ومن ثم يجب أن يكون مستعدًا بالأموال، بجانب تحمله لتكلفة الاحتفاظ، لأن العائد سيكون أكبر من التكلفة.
أضافت، أن الاحتفاظ بالسيولة واستغلالها سلوكًا رشيدًا وصحيًا، وعدم إعادة البعض ضخ شهادات البنوك مرة أخرى، في الشهادات الجديدة، والتكالب على شراء الذهب نموذجًا لهذا السلوك.
تزايد الطلب على الذهب
من جانبها قال لطفي منيب نائب رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن هناك طلب متزايد على الذهب خلال الفترة الحالية، مما دفع إلى وصول أسعار الذهب لمستويات قياسية لم يصل إليها من قبل.
وأشار إلى أن الذهب يعتبر ملاذ آمن للاستثمار، وأثبت ذلك طوال السنوات الماضية، كما أن الكثير أصبح يرى أن الاستثمار في الذهب من أفضل أنواع الاستثمار، خاصة مع طرح الشهادات الادخارية.
ولفت منيب إلى أن من كان يمتلك 100 ألف جنيه خلال العام الماضي حقق مكاسب بنحو 18% من شهادات الادخار، في حين من قام بشراء ذهب حقق مكاسب بنحو أكثر من 3 أضعاف، حيث كان الذهب يسجل مثل هذا الوقت من العام الجاري نحو 850 جنيه.
وأوضح أنه وبالتالي اتجه المواطنون للإقبال على الشراء لحفظ قيمة أموالهم من مخاوف تآكل العملة، بجانب الاستفادة من ارتفاع الأسعار المتوقع.
وأشار إلى أن هناك إحتمال قائم ومرتقب لتراجع الأسعار بنسبة عالية قد تصل إلى 30% عند توافر الدولار وتسعير الذهب على أسعار البنك المركزي.
شهدت أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفاعات غير مسبوقة إذ تراوح سعر جرام عيار 21 بين 2800 و 2900 جنيه، خلال تعاملات الخميس الماضي.
وسجل سعر الذهب اليوم عيار 21 نحو 2675 جنيه للجرام خلال هذا الوقت، حيث يعد العيار الأكثر مبيعًا في السوق المحلية.
بينما سجل سعر الذهب عيار 24 نحو 3057.25 جنيها للجرام، ويعتبر العيار الأعلى سعرا في مصر والأغلى قيمة، كما بلغ سعر الذهب عيار 18 اليوم، نحو 2295.75 جنيها للجرام، فيما سجل جنيه الذهب 21.4 ألف جنيه.