قال مجلس الذهب العالمي، إن المصريين اشتروا 16.2 طن من الذهب، تتضمن 7 طن سبائك، و9.2 طن مشغولات، خلال الربع الأول من 2023، مدفوعة بتزايد الطلب من المواطنين بغرض التحوط مع تراجع العملة، وكانت مشتريات المصريين قد سجلت نحو 12.2 طن في نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي عن توجهات العرض والطلب، الصادر مؤخرًا.
ويأتي ذلك التقرير في الوقت الذي يشتكي فيه الصناع والتجار من ارتفاع الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية بنحو 85% مقارنة بالمشغولات الذهبية، مما ساهم في رفع أسعار الذهب لمستويات تاريخية خلال الفترة الحالية.
وأوضح سعيد إمبابي المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الانترنت، أن بيانات تقرير مجلس الذهب العالمي، حول شراء المصريين نحو 7 أطنان من السبائك خلال الربع الأول من العام الجاري، قد تكون منطقية وليست بعيدة عن حجم الاستهلاك الطبيعي للمصريين، وفقًا لبيانات للمجلس عن السنوات سابقة.
وأوضح أن ماحدث هو استبدال جزء من حصة المشغولات الذهبية، بالسبائك والجنيهات الذهبية كنوع من الادخار وحفظ القيمة، فبدلا من شراء كميات من المشغولات الذهبية وزن 20 و30 و50 وجرام يتم شراء سبائك ذهبية.
ولفت إمبابي إلى أنه ومع ذلك يتعارض ذلك التقرير مع ما يتم تداوله مؤخرا حول أن ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية يرجع إلى زيادة الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية والتي أصبحت تمثل نحو 85 % مقارنة بالمشغولات الذهبية.
وأوضح أن حجم الإنتاج وفقا لبعض البيانات الرسمية يترواح مابين 60 إلى 70 طن سنويا، وبالتالي تسجيل الطلب 16 طن خلال الربع الأول من العام الجاري يكاد يكون نفس معدل العام الماضي أو أقل.
ونوه أنه بالتالي هناك أمر غير مفهوم ينبغي على الحكومة ممثلة في مصلحة الدمغة والموازين الكشف عنه وهو حجم الإنتاج المدموغ خلال العام الماضي، وحجم ما تم دمغه خلال الربع الأول من العام الجاري، لمعرفة الأرقام الصحيحة حول ما تم إنتاجه وما تم بيعه من مشغولات ذهبية وسبائك ذهبية
ومن جانبه، قال عبد العال سليمة نائب رئيس مجلس إدارة شركة « سليمة جولد للذهب والمجوهرات» ، إن هذه الأرقام ليست قريبة من الواقع، حيث شهد سوق الذهب زيادة كبيرة في معدلات الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية، حيث وصل الطلب إلى نحو 85 %.
وأشار إلى تراجع الطلب على المشغولات الذهبية خلال الفترة الماضية، حيث اتجه المواطنون إلى شراء السبائك والجنيهات الذهبية كملاذ آمن وكنوع من التحوط في حالة الأزمات الاقتصادية التي تمر بها مصر والعالم أجمعه.
وقال ممدوح عبد الله، رئيس مجلس إدارة شركة «كيرمينا للذهب والمجوهرات»، إنه من الصعب أن تكون هذه الأرقام دقيقة خاصة أنه يوجد تراجع كبير في حجم إنتاج المشغولات الذهبية بنحو 70 إلى 80 % خلال الفترة الأخيرة.
وأرجع ذلك لارتفاع الطلب خلال الفترة الأخيرة على السبائك والجنيهات الذهبية، حيث اتجه المواطنون للإقبال على الشراء لحفظ قيمة أموالهم من مخاوف تآكل العملة، بجانب الاستفادة من ارتفاع الأسعار المتوقع.
وقال المهندس هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية إن التقرير قد يتشابه نسبيًا ولكن مصلحة الدمغة والموازين هي أكثر جهة تحدد ما تم شراؤه بالتحديد.
وأضاف ميلاد أن هناك إقبالًا كبيرًا على شراء سبائك الذهب خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن الذهب يعتبر ملاذا آمنًا للاستثمار.
وتابع ميلاد أنه في ظل التوترات العالمية وحالة عدم الاستقرار تحدث حالة من التذبذب في أسعار الذهب، موضحَا أنه تم رصد ارتفاعات غير مبررة في اسعار الذهب خلال الفترة الماضية، وتم توعية المواطنين مع طرح بدائل وافكار جديدة.