انفصال أسعار الذهب بالأسواق المحلية عن أسعار التداول بالبورصة العالمية، أحد الظواهر التي شهدتها أسواق الذهب خلال الفترات الماضية، حيث ارتفعت الأسعار بنحو 300 % عن السعر العالمي، ومع قرار رئيس الوزراء بإعفاء واردات الذهب المصاحب للمواطنين العائدين من الخارج من الرسوم الجمركية باستثناء ضريبة القيمة المضافة، تقلصت الفجوة بين السعر العالمي والسعر المحلي، لكن الأسبوع الأخير من التداول بالأسواق المحلي، شهد عودة ظاهرة انفصال الأسعار مرة أخرى، حيث تشهد أسعار الذهب حالة من التراجع أو الثبات النسبي، على الرغم من ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية لتتجاوز الأوقية نحو 1980 دولارا.
قال إسامة زرعي مدير الأبحاث والتطوير بشركة جولد ايرا لتجارة السبائك والجنيهات، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تتحرك وفق ثلاثة عوامل، تتضمن سعر الأوقية بالبورصة العالمية، وسعر صرف الدولار بالسوق المحلي، والعرض والطلب، ويمكن أن نضيف عليهم، عامل رابع يتمثل في توافر السيولة بالأسواق.
اضاف، أن تحرك عامل من هذه العوامل الأربعة، لا يعني بالضروري تحرك السعر المحلي، لافتًا إلى أن أسعار الذهب بالبورصة العالمية ارتفعت بنحو 27 دولارًا خلال تعاملات الأسبوع الجاري، وكان من المتوقع أن تؤثر هذه الزيادة في السعر المحلي بنحو 15 جنيهًا، لكن الأسعار اتخذت سلوكاً مغايرًا وتراجعت بنفس القيمة تقريبًا.
أوضح زرعي، أن ركود ثلاثة عوامل أدى إلى حالة التراجع في الأسعار على الرغم من ارتفاع سعر تداول الأوقية بالبورصة العالمية، ومن بينها نقص السيولة، وتراجع الطلب في ظل ارتفاع المعروض، وتراجع سعر صرف الدولار بالسوق الموازي.
أضاف، تراجع الطلب بالأسواق المحلية، جاء نتيجة توقعات برفع البنك المركزي المصري لأسعار الفائدة خلال الاجتماع الخامس للجنة السيسة النقدية في 3 أغسطس المقبل، والاستفادة من أسعار الفائدة ، ما أدى إلى ترقب المستثمرين للاستفادة من فروق أسعار الفائدة، لاسيما وأن الاجتماع سيأتي بعد أيام قليلة من اجتماع لجنة السياسة النقدية بالفيدرالي الأمريكي خلال أيام 26 و 27 يوليو الجاري، لتحديد مصير أسعار الفائدة، وسط تزايد التوقعات برفعها بنحو 25 نقطة أساس.
وتوقع زرعي، إبقاء البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة كما هي دون تغير، أو رفعها في نطاق محدود لن يزيد عن 25 نقطة أساس، كما توقع تراجع أسعار الذهب بالأسواق المحلية على المدى القصير ليهبط سعر جرام الذهب عيار 21 دون مستوى 2120 جنيهًا، ومستويات ما بين 1900 و 2000 جنيه، تعد من أفضل مستويات الشراء، في حين من المتوقع أن يتراجع سعر تداول الأوقية بالبورصة العالمية لدون مستوى 1950 دولارًا، ثم الارتداد لمستوى 2030 دولارًا
ولفت، إلى انه ليس بالضروري أن تصعد أسعار الذهب للعقود الآجلة والمستقبلية، لأنها عقود توقعية توضع بناءً على العرض والطلب خلال الفترة الحالية، والعقود الآجلة للجنيه سجلت نحو 45 جنيهًا مقابل الدولار، لكنها لم تحدث.