رفعت شركات الذهب بالأسواق المحلية قيمة مصنعيات المشغولات والسبائك خلال الأسبوع الجاري، وتعد هذه المرة الثانية بعد رفعها بداية العام.
قال سعيد، إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة لتجارة الذهب والمجوهرات، إن ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية، ورفع أسعار المحروقات، يؤدي بالتبعية لارتاع أجرة تصنيع الذهب سواء مشغولات أو سبائك، نتيجة ارتفاع مدخلات التصنيع، بجانب ارتفاع قيمة الفاقد خلال التصنيع.
وأضاف، إمبابي، أن كبرى شركات الذهب اتخذت خطوة رفع المصنعيات، وتبعتها باقية المصانع والشركات الأخرى، وتتراوح قيم الرفع بين 15 و 25 جنيهًا في جرام المشغولات، ونحو 10 جنيهات في جرام السبائك.
أضاف، أن شق التصنيع يتأثر بمدخلات العملية الإنتاجية من تكلفة الكهرباء الغاز والتكنولوجية المستخدمة في الإنتاج، ورواتب العاملين، وتكلفة النقل والتأمين، وهوامش أرباح المصنعين.
لفت، إلى أن نوع المشغولة وعيار الذهب والخسيات، من العوامل المؤثرة أيضًا في تكلفة أجرة التصنيع، فكلما انخفض عيار الذهب ارتفعت المصنعية، نتيجة زيادة الفاقد خلال التصنيع، ومن ثم فكلما ارتفع سعر الذهب ارتفعت قيمة الخسيات أو الفاقد أثناء عملية التصنيع.
تابع، أن الشق التجاري يتوقف على تكلفة الإيجارات ورواتب العاملين بالمحلات، والتسويق، وهوامش أرباح التجار.
وكانت الحكومة المصرية قد قررت الجمعة الماضية، زيادة أسعار البنزين والمشتقات النفطية، وهي الزيادة الثانية خلال 6 أشهر، وذلك في إطار خطتها لرفع الدعم كليًا عن الوقود، وتحرير سعره ليُباع بالأسعار العالمية، وذلك ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة، وبالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
قال كريم سليمان، مدير مبيعات بشركة جولد إيرا للتجارة والاستثمار في الذهب، إن مصانع الذهب اتجهت في الفترة الأخيرة لرفع المصنيعات، نتيجة ارتفاع سعر الذهب، وارتفاع تكلفة التشغيل.
أضاف، أن الزيادة داخل الأسواق غير موحدة فتختلف باختلاف الشركة، والقطع، وتختلف من السبائك والجنيهات.
لفت، إلى أن رفع أجرة التصنيع على العملاء، يزيد من حالة الركود في الأسواق، لاسميا مع ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية، لكن الشركات مضطرة، نتيجة ارتفاع الأسعار، وزيادة تكليف التشغيل من أسعار الكهرباء والإيجارات ورواتب العاملين.
قال مصطفى السنوسي، رئيس اللجنة النقابية لتجارة الذهب في الأقصر، أن أسعار مصنعية الذهب ارتفعت بداية من يوم الإثنين الماضي بقيم تتراوح بين 15 و20 جنيهًا.
وأشار السنوسي إلى أن شركات الذهب رفعت أسعار المصنعية للمرة الثانية، في حين رفعت المصنعيات بنحو 3 مرات خلال العام الماضي.
وأضاف، أن رفع تكلفة مصنعية الذهب أدى إلى أن متوسط مصنعية جرام عيار 21 لتتراوح بين 170 270 جنيهًا، بينما تراوحت المصنعية في المشغولات المستوردة بين 400 و600 جنيه.
لفت، السنوسي، إلى أن استمرار الزيادة في أسعار المصنعية يضع عبئًا إضافيًا على المستهلكين، مطالبًا بضرورة مراعاة التوازن بين أسعار الذهب والمصنعية لضمان استقرار السوق.
أشار، إلى أن على الرغم من ارتفاع المصنعية أكثر من مرة بارتفاع أسعار الذهب، إلى أن يم يتم زيادة فرق عيار السبيكة، المستقر عند 8 جنيهات في الجرام، ليصل فرق جرام الذهب الكسر في الصاغة إلى 40 جنيهًا.
أضاف، أن زيادة سعر الذهب ستؤدي لانحسار مبيعات محلات التجزئة، لكن ارتفاع المصنعية دون رفع فرق السبيكة سيؤدي إلى تعرض المحلات لخسارة سنوية عند الجرد، فعلى سبيل المثال لو بلغ إجمالي مصنعيات مبيعات الذهب لنحو مليون جنيه، عند احتسابها مع جرد شهر فبراير حينما سجل سعر جرام الذهب نحو 4 آلاف جنيه، فالمبيعات ستكون 250 جرامًا، لكن عند احتساب نفس الكمية في شهر مايو وسعر الذهب 4700 جنيه، فحجم المبيعات سيكون 212 جرامً، ما يعني أن المحل تعرض لخسارة 38 جرامًا من الذهب سنويًا في بند المصنعية فقط.
وفي تصريحات سابقة، لـ عيار 24، كشف عبد العال سليمة، نائب رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية في كفر الشيخ، أن تكلفة المصنعية تتحدد بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل التي تُضاف إلى سعر الجرام الأساسي، تشمل هذه العوامل المصروفات، فاقد الذهب الخام، الفاقد أثناء عملية التصنيع، تكلفة الإنتاج، وهامش ربح المحال، مع تأثير واضح لحجم الإنتاج والتصنيع والمبيعات.
أضاف، سليمة أن عملية الإنتاج تتحمل تكلفة فاقد الذهب الخام الذي يتم تجميعه من السوق، حيث يُفقد جزء منه أثناء التسييل، يُضاف حوالي 8 جنيهات لكل جرام من الذهب الخام عيار 21 كفارق يُعرف بـ”فارق السبيكة”، إذ يفقد الكيلو جرام من 1 إلى 2.5 جرام خلال هذه العملية.
أشار إلى أن هناك فقدًا إضافيًا للذهب أثناء التصنيع، حيث يفقد الكيلو جرام من 3 إلى 4 جرامات تُضاف إلى تكلفة المصنعية، إلى جانب تكلفة التصنيع والعمالة، وصولًا إلى هامش ربح المحال.
أكد سليمة أن المصنعية ترتفع مع انخفاض الطلب على الذهب، إذ تتحمل المبيعات المنخفضة تكاليف المصروفات لدى المصانع والمحال، في المقابل، تنخفض المصنعية مع زيادة الطلب وحركة السوق، حيث تُوزع التكاليف على عدد أكبر من القطع.
وأوضح أيضًا أن الأنواع التي تحتاج إلى تصنيع أقل تتحمل مصنعية أعلى مقارنة بالأصناف التي تُنتج بأعداد كبيرة.
ولفت، سليمة إلى أن مصنعية الذهب عيار 18 غالبًا ما تكون أعلى من عيار 21، نظرًا لتشكيل عيار 18 بموديلات أكثر تنوعًا وجودة بسبب صلابته، مما يزيد من تكاليف تصنيعه.