في ظل الارتفاعات القياسية التي سجلتها أسعار الذهب خلال العام الجاري، بدأ الجنيه الفضة يفرض نفسه كخيار مفضل لدى المصريين في هدايا المناسبات، خصوصًا مع اقتراب سعر الجنيه الذهب من حاجز 37 ألف جنيه، ما دفع العديد من الأفراد والشركات إلى البحث عن بدائل اقتصادية لا تفقد قيمتها الرمزية.
من الذهب إلى الفضة.. تغيير قسري وذكي
بحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن»، فقد دفع عجز القدرة الشرائية والضغوط التضخمية العامة المستهلكين لإعادة النظر في أولوياتهم، وهو ما انعكس في تراجع الإقبال على الذهب في مناسبات مثل الخطوبة أو السبوع أو هدايا التخرج، مقابل تصاعد ملحوظ في شعبية الجنيه الفضي.
الجنيه الفضة عيار 925 يُباع حاليًا بسعر يراوح بين 600 إلى 700 جنيه فقط، مقارنة بسعر الجنيه الذهب الذي شهد قفزات متواصلة تجاوزت 300% خلال عامين فقط.
ليس للأفراد فقط.. بل للشركات أيضًا
ولم يقتصر التحول نحو الفضة على الأفراد، بل امتد إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة التي بدأت تعتمد الجنيه الفضي كهدايا رمزية لموظفيها وشركائها.
كما تبنّت العديد من الأسر اتجاهًا جديدًا، يتمثل في تضمين الجنيه الفضي في شبكة الخطوبة الرمزية، استجابةً لمبادرات شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى تبسيط تكاليف الزواج، تحت شعارات مثل: “الذهب مش دليل المحبة” و*”الفضة بركة”*.
القيمة الرمزية والعملية للجنيه الفضي
بحسب تصريحات مسؤولين في مركز «الملاذ الآمن»، فقد بدأت بعض المصانع بالفعل في إنتاج إصدارات خاصة من الجنيه الفضة بتصميمات تحمل رموزًا وطنية أو مناسبات موسمية، مثل “عيد الأم” أو “حفلات التخرج”، ما عزز من جاذبيته لدى الجمهور.
تأتي هذه الخطوة بالتوازي مع مؤشرات تؤكد استمرار هذا التوجه خلال النصف الثاني من 2025، خصوصًا إذا استمرت أسعار الذهب في اتجاهها التصاعدي.
لماذا الجنيه الفضي؟
يُجمع التجار والمستهلكون على أن الجنيه الفضي يجمع بين القيمة المعنوية والسعر المناسب، وقد دفعت عدة عوامل إلى تفضيله، أبرزها:
-
القدرة على تحمل التكاليف: الجنيه الفضي يمثل هدية “راقية” دون الأعباء الباهظة المرتبطة بالذهب.
-
قيمة استثمارية مستقرة: رغم انخفاض سعره مقارنة بالذهب، فإن الفضة تحتفظ بمكانتها كملاذ آمن في أوقات التضخم وعدم اليقين الاقتصادي.
-
مرونة التنوع: تنوع التصاميم والمقاسات يجعل الجنيه الفضي مناسبًا لمختلف المناسبات.
-
سهولة التداول: الفضة متاحة وسهلة التسييل في الأسواق، سواء على المستوى المحلي أو عبر المنصات الإلكترونية.
الفضة تعود لتنافس الذهب
تقرير سابق لـ«الملاذ الآمن» في أبريل 2025 أشار إلى ارتفاع أسعار الفضة بنسبة 4.3% في أسبوع واحد فقط، مدعومًا بزيادة الطلب. كما يتوقع الخبراء استمرار هذا الصعود، مدفوعًا بإقبال الأفراد على اقتنائها، سواء كهدايا أو كأصل استثماري.
في وقت تتغير فيه ملامح السوق وتتقلّب فيه القدرة الشرائية، يبدو أن الجنيه الفضي وجد طريقه إلى قلوب وعقول المصريين، ليس فقط كخيار اقتصادي، بل كمظهر من مظاهر الوعي الاجتماعي والابتكار المالي. وبينما يواصل الذهب صعوده نحو مستويات جديدة، تلمع الفضة كبديل واقعي يجمع بين المعنى والسعر.