أظهرت بيانات رسمية صادرة عن بنك ناميبيا تراجعًا حادًا في عائدات البلاد من صادرات الماس الخام خلال الربع الأول من عام 2025، لتسجل 96.6 مليون دولار، بانخفاض نسبته 54.8% مقارنة بالربع السابق، و14.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويُعزى هذا التراجع إلى انخفاض الكميات المصدرة وتراجع الأسعار العالمية، في ظل استمرار ضعف الطلب في الأسواق الرئيسية، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة، ما انعكس سلبًا على أداء القطاع.
ويأتي هذا الانخفاض في وقت تواجه فيه صناعة الماس العالمية تحديات متعددة، أبرزها حالة التباطؤ الاقتصادي، وزيادة المعروض، وتراجع شهية المستهلكين في الأسواق التقليدية، مما يضغط على الأسعار ويؤثر في ربحية المنتجين.
تراجع حاد في مساهمة دي بيرز بالاقتصاد الناميبي وسط انخفاض متوقع للإيرادات في 2025
كشف تقرير “المساهمة الضريبية والاقتصادية لعام 2024” الصادر عن شركة أنجلو أميركان أن مساهمة شركة دي بيرز في اقتصاد ناميبيا بلغت 545 مليون دولار خلال العام الماضي، متراجعة من 611 مليون دولار في عام 2023.
ويبدو أن العام 2025 يحمل مؤشرات أكثر إثارة للقلق، إذ تتوقع هيئة الإيرادات الناميبية انخفاض عائدات الضرائب والإتاوات من عمليات تعدين الألماس إلى 225 مليون دولار فقط، أي بتراجع قدره 330 مليون دولار مقارنة بالعام السابق.
ويُعد الألماس ركيزة أساسية لاقتصاد ناميبيا، حيث يُسهم بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي، ويُمثل أكثر من 20% من إجمالي الصادرات، بحسب أحدث بيانات النشرة الإحصائية لتجارة السلع الدولية في البلاد.
تراجع في الإنتاج وتحديات بحرية
وقد تفاقم هذا الانخفاض بفعل تحديات الإنتاج، حيث بلغ إجمالي إنتاج ناميبيا من الألماس خلال عام 2024 نحو 2.2 مليون قيراط، بتراجع نسبته 4% مقارنة بالعام السابق.
وسجلت عمليات التعدين البحري التي تديرها شركة ديبمارين ناميبيا (Debmarine Namibia) انخفاضًا أكثر حدة بنسبة 13%، متأثرة بانخفاض الطلب العالمي وتزايد المنافسة من الألماس الخام الأرخص القادم من أنجولا.
شراكة استراتيجية بين دي بيرز والحكومة
تعمل شركة دي بيرز في ناميبيا ضمن شراكة متساوية (50:50) مع الحكومة، من خلال كيانين رئيسيين:
-
شركة نامديب (Namdeb) التي تتولى عمليات التعدين البري.
-
شركة ديبمارين (Debmarine Namibia) المتخصصة في استخراج الألماس من أعماق البحر.
ورغم التحديات الحالية، لا تزال صناعة الألماس تُوفر مصدرًا حيويًا للتوظيف لآلاف الناميبيين، إلا أنها تواجه ضغوطًا متزايدة بفعل تقلبات الأسعار العالمية، وتنامي حصة الألماس المصنع مخبريًا في السوق الدولية.
تحذير من هشاشة الاعتماد الاقتصادي
ويُسلّط هذا التراجع الضوء على اعتماد ناميبيا الكبير على عائدات الألماس الطبيعي، ما يعزز الحاجة إلى تنويع القاعدة الاقتصادية للبلاد في ظل بيئة عالمية معقدة ومتقلبة.