كشف تقرير حديث حول استهلاك الذهب أن متوسط استهلاك الفرد في عدد من دول الشرق الأوسط وآسيا شهد تباينات ملحوظة على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية، متأثرًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية وتغيرات في أسعار الذهب العالمية، فيما برزت دول مثل الإمارات والكويت على رأس القائمة إقليميًا، في حين أظهرت مصر نموًا تدريجيًا ملحوظًا في العام 2024.
الإمارات والكويت تتصدران الشرق الأوسط
احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى في استهلاك الفرد من الذهب في منطقة الشرق الأوسط خلال أغلب السنوات، حيث بلغ متوسط الاستهلاك في عام 2024 نحو 4.4 جرامات للفرد، بالرغم من تراجعه عن ذروته البالغة 9.1 جرامات في عام 2011، ويُعزى هذا التراجع إلى التغيرات في السياحة والطلب المحلي وسياسات الضرائب.
أما الكويت فقد حافظت على مركز متقدم، إذ سجّل الفرد الكويتي في 2024 متوسط استهلاك بلغ 3.7 جرامات، متراجعًا من مستويات الذروة المسجلة في 2014 عند 4.3 جرامات، لكنه لا يزال من بين الأعلى في المنطقة.
السعودية ومصر: تفاوت في الأداء ونمو تدريجي
بالنسبة إلى السعودية، فقد شهد متوسط استهلاك الفرد من الذهب تراجعًا تدريجيًا من 3.5 جرامات في 2010 إلى 1.4 جرام فقط في 2024، وهو ما يعكس تراجع الطلب الاستهلاكي نتيجة ارتفاع الأسعار وتغير أنماط الشراء المحلي.
في المقابل، سجلت مصر تطورًا تدريجيًا في الاستهلاك الفردي من الذهب، حيث ارتفع من 0.1 جرام فقط في 2010 إلى 0.5 جرام في 2023، ليبلغ 0.7 جرام للفرد في عام 2024، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله خلال الفترة الزمنية المشمولة بالتقرير، ويعكس هذا النمو عودة الطلب المحلي تدريجيًا رغم التحديات الاقتصادية والتضخم المرتفع.
آسيا: هونج كونج تتصدر وسنغافورة تُحافظ على الاستقرار
في آسيا، حافظت هونج كونج على أعلى معدلات استهلاك فردي، رغم التذبذب الكبير، حيث سجّلت أعلى مستوى لها في 2013 عند 11.9 جرامًا للفرد، قبل أن تتراجع إلى 3.9 جرامات في 2024.
أما سنغافورة فتميزت باستقرار نسبي، إذ بلغ متوسط استهلاك الفرد فيها 2.2 جرام في 2024، مقارنة بـ 2.5 جرام في 2010، ما يعكس طلبًا مستدامًا في السوق الاستهلاكي السنغافوري للذهب.
الصين والهند: أرقام منخفضة رغم ضخامتهما السكانية
على الرغم من أن الصين والهند تُعدّان من أكبر الأسواق العالمية للذهب من حيث الحجم الكلي، فإن متوسط الاستهلاك الفردي فيهما لا يزال منخفضًا نسبيًا، إذ بلغ في الهند 0.6 جرام للفرد عام 2024، وهي نفس القيمة تقريبًا منذ عام 2010، وفي الصين، بلغ 0.6 جرامًا للفرد في 2024، بعد أن سجل مستويات مشابهة طوال العقد الماضي.
الخلاصة: التحول الاستهلاكي يعكس متغيرات اقتصادية
تشير البيانات إلى أن التحولات في متوسط استهلاك الفرد من الذهب لا تعكس فقط الرغبة الاستهلاكية، بل ترتبط ارتباطًا مباشرًا بعوامل مثل، تغيرات أسعار الذهب، والقوة الشرائية والتضخم المحلي، والضرائب والرسوم الجمركية، والتوترات السياسية والاقتصادية العالمية.
وتبقى الإمارات والكويت في صدارة المشهد الخليجي من حيث الطلب الفردي على الذهب، في حين تُظهر مصر بوادر توسع مستمر في الطلب، مدفوعًا بالتحوط من التضخم والبحث عن الملاذات الآمنة.