بدأت أسعار الذهب الأسبوع تحت ضغط بيعي قوي، لكن محللين بارزين في الأسواق العالمية يرون أن المعدن الأصفر ما زال يمتلك الزخم اللازم للوصول إلى مستوى 4000 دولار للأوقية خلال الأشهر المقبلة، مدفوعًا بمزيج من العوامل الفنية، وضغوط السياسة النقدية، وعدم اليقين الجيوسياسي.
تراجعت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر بأكثر من 2% لتسجل 3409.70 دولار للأوقية، فيما هبط السعر الفوري بنسبة 1.4% إلى 3344 دولارًا، جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن سبائك الذهب لن تخضع لأي رسوم جمركية، في خطوة أنهت حالة القلق التي سيطرت على أسواق المعادن الثمينة العالمية.
رؤية بلومبرج إنتليجنس: الدعم الفني عند 3300 دولار أساس الانطلاقة
مايك مكلون، كبير استراتيجيي السلع في بلومبرج إنتليجنس، يرى أن الذهب حافظ على دعم حاسم فوق 3300 دولار منذ أبريل، وأن أي تراجع في الأسهم الأمريكية – خصوصًا مؤشر S&P 500 المتداول قرب قممه التاريخية فوق 6400 نقطة – قد يكون الشرارة التي تدفعه نحو 4000 دولار.
وقال مكلون في أحدث مذكراته:”الذهب يرسخ دعائمه الفنية منذ شهور، وصناديق المؤشرات المتداولة سجلت تدفقات إيجابية لأول مرة منذ أربع سنوات. أي تراجع في الأسهم الأمريكية قد يمنح الذهب الزخم اللازم لاختراق جديد”.
وأشار إلى أن أداء مؤشر S&P 500 مقابل مؤشر MSCI World Ex-US بلغ مستويات قياسية لكنه يختبر دعم خط الاتجاه، محذرًا من أن كسره قد يطلق “تأثيرات انكماشية” تصب في مصلحة الذهب، كما اعتبر أن ضغط الرئيس دونالد ترامب على البيانات الاقتصادية واستقلالية الفيدرالي يمثل عامل دعم إضافي للمعدن الأصفر.
تحذيرات جيه بي مورجان: خفض الفائدة الاستباقي خطر على الاستقرار المالي
في المقابل، حذر ديفيد كيلي، كبير الاستراتيجيين العالميين في J.P. Morgan Asset Management، من أن الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة بشكل استباقي – بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام و75 نقطة أساس العام المقبل – تحت ضغوط سياسية، رغم استمرار التضخم فوق هدف 2%.
وكتب كيلي في مذكرة حديثة أن التضخم الأمريكي قد يرتفع إلى 3.5% بحلول الربع الرابع 2025، مدعومًا بتأثير الرسوم الجمركية، وضعف الدولار، ونقص العمالة، والتحفيز المالي، محذرًا من أن خفض الفائدة قد يغذي فقاعات أسعار الأصول ويضعف الثقة في الدولار.
وأكد أن البيئة الحالية تجعل من الضروري تنويع المحافظ الاستثمارية نحو الأصول البديلة والدولية، معتبراً الذهب خيارًا أساسيًا في هذه المرحلة.
توافق في الرؤية… والنتيجة: 4000 دولار هدف منطقي
تجمع رؤيتي مكلون وكيلي على أن العوامل المترابطة – من الضغوط الفنية في أسواق الأسهم، إلى سياسة الفيدرالي، إلى التوترات الجيوسياسية – تخلق بيئة مواتية لمواصلة صعود الذهب.
جريس بيترز، رئيسة استراتيجية الاستثمار العالمية في J.P. Morgan، رفعت بالفعل الهدف السعري للذهب من 3500 إلى 4000 دولار للأونصة بحلول الربع الأول 2026، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية في الأسواق الناشئة، واستقرار الطلب من قطاعي المجوهرات والتكنولوجيا.”ما زلنا نحب الذهب… والعوامل الهيكلية التي قادته إلى هذه المستويات ما زالت قائمة”، تقول بيترز، مؤكدة أن التنويع الجغرافي والسلعي أصبح ضرورة في بيئة الأسواق الحالية.