ارتفعت أسعار الذهب في منتصف تعاملات الخميس بالبورصة العالمية والأسواق المحلية، متداولة بالقرب من أعلى مستوى لها في أكثر من خمسة أسابيع، مع تراجع الدولار الأمريكي واستمرار المخاوف الاقتصادية، مما عزز دور المعدن النفيس كملاذ آمن.
السوق المحلي
قال عماد سعد، رئيس مجلس إدارة شركة أفيو جولد للذهب والمجوهرات، إن أسعار الذهب بالسوق المصرية ارتفعت اليوم بنحو 25 جنيهًا، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4650 جنيهًا، فيما ارتفعت الأوقية عالميًا بحوالي 4 دولارات لتسجل 3416 دولارًا.
وأضاف أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5314 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3986 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 37,200 جنيه.
العوامل العالمية المؤثرة
أوضح سعد أن الأسواق تجاهلت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني، والتي أظهرت نموًا بنسبة 3.3% سنويًا متجاوزًا التقديرات السابقة البالغة 3%. وأكد أن الذهب يحوم حاليًا عند أعلى مستوى له في خمسة أسابيع مع استمرار سيطرة المشترين على السوق.
وأشار إلى أن ضعف الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية منح السبائك دعمًا قويًا قبل صدور بيانات التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يوليو، والمقرر إعلانها يوم الجمعة، والتي ستوفر إشارات جديدة بشأن السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.
خلفية اقتصادية
-
استقر مؤشر الدولار الأمريكي دون مستوى 98 نقطة، ليواصل تراجعه هذا الشهر.
-
عوائد سندات الخزانة الأمريكية تراجعت على مختلف الآجال، إذ سجل عائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.23%، فيما انخفض عائد سندات 30 عامًا إلى 4.91%.
-
بيانات سوق الإسكان أظهرت استمرار الضعف، مع تراجع عقود شراء المنازل المعلقة بنسبة 0.4% في يوليو.
-
وفقًا لأداة CME FedWatch، تسعر الأسواق احتمالية بنسبة 87% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مع توقع خفض إجمالي بواقع 50 نقطة أساس بنهاية العام.
السياسة الأمريكية وتأثيرها
زاد المشهد تعقيدًا مع تصاعد التوترات السياسية بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي بعد مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقالة ليزا كوك، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأوضح سعد أن هذه الضغوط السياسية تعزز من توجه المستثمرين نحو الذهب كأداة للتحوط.
تأثير قرار المركزي المصري
على الصعيد المحلي، خفّض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بواقع 200 نقطة أساس، ليصبح عائد الإيداع 22% والإقراض 23%، ورغم أن بعض الخبراء توقعوا أن يجذب هذا القرار المزيد من الطلب على الذهب باعتباره بديلًا استثماريًا، يرى آخرون أن العائدات البنكية ما زالت مرتفعة، ما يقلل من تأثير القرار.
واستقر سعر الدولار الرسمي عند 48.66 جنيهًا للشراء، ما حد من أي صدمات إضافية في الأسعار المحلية.
رؤية الخبير
أكد عماد سعد أن الذهب سيبقى خيارًا استثماريًا رئيسيًا خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن التوترات السياسية والاقتصادية عالميًا ترفع من جاذبيته كملاذ آمن. وأضاف أن مستويات الأسعار الحالية قد تشكل فرصة للشراء قبل أي موجة صعود مقبلة، خصوصًا مع استمرار الضغوط على الدولار الأمريكي وتوقعات التيسير النقدي عالميًا.