يواصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة، مستحضرًا مقارنات مع ظروف اقتصادية تعود لعقود ماضية، ووفقًا لتحليل نشره وجيه خان عبر موقع Barchart.com، بلغ الذهب مؤخرًا مؤشرًا فنّيًا لم يشهده منذ 45 عامًا.
مؤشر القوة النسبية عند أعلى مستوى منذ 1980
أوضح خان أن مؤشر القوة النسبية (RSI) للذهب وصل إلى مستوى 89.72 على الرسم البياني الشهري، وهو الأعلى منذ عام 1980 على الأقل.
ومؤشر RSI هو أداة لقياس الزخم تحدد سرعة وقوة تحركات الأسعار، وعادةً ما تُعتبر القراءة فوق 70 إشارة على أن الأصل المالي في حالة “تشبّع شرائي” وقد يكون معرضًا لتصحيح سعري أو جني أرباح.
وأضاف خان أن قراءة تقترب من 90 تعد “مستوى تاريخيًا متطرفًا”، إذ تعكس قوة الاتجاه الصعودي على المدى الطويل، لكنها في الوقت ذاته تحمل إنذارًا بحدوث إرهاق في السوق.
صعود مدفوع بالسياسات النقدية والتوترات الجيوسياسية
أشار التقرير إلى أن أسعار الذهب ارتفعت هذا العام بنسبة 42%، مدعومة بجملة من العوامل، أهمها:
-
خفض أسعار الفائدة عالميًا بما في ذلك قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما أدى إلى تراجع العوائد الحقيقية وجعل الذهب أكثر جاذبية.
-
المخاوف التضخمية المستمرة وارتفاع العجز المالي.
-
التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي عززت الإقبال على الملاذات الآمنة.
-
مشتريات البنوك المركزية التي واصلت تراكم احتياطيات الذهب خلال 2025، مما وفر دعمًا هيكليًا للأسعار.
توقعات ببلوغ 5,000 دولار
لفت خان إلى أن ضعف الدولار وتوقعات المزيد من خفض الفائدة يدعمان استمرار السرد الصعودي للذهب، مع وجود تقديرات من بعض المحللين بوصول الأسعار إلى 5000 دولار للأوقية بنهاية 2025.
رغم أن الذهب يواصل تحطيم أرقامه القياسية، إلا أن وصول مؤشر القوة النسبية إلى مستوى لم يُسجل منذ 45 عامًا يثير مخاوف من احتمال حدوث تصحيح سعري في الأجل القصير، غير أن العوامل الاقتصادية والجيوسياسية الحالية، إلى جانب توجهات البنوك المركزية، ما زالت تمنح الذهب زخمًا قويًا يجعله مؤهلًا لمزيد من المكاسب على المدى المتوسط والطويل.