شهدت أسعار الذهب بالأسواق المحلية والعالمية أكبر خسارة يومية منذ أكثر من 12 عامًا، بعدما تراجعت الأوقية بنحو 210 دولار خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، متأثرةً بقوة الدولار وعمليات جني الأرباح، إلى جانب التفاؤل الحذر بشأن التقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقال عماد سعد، رئيس مجلس إدارة شركة أفريو جولد لتجارة وتصنيع الذهب والمجوهرات، إن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت بنحو 255 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5620 جنيهًا، بينما هبطت الأوقية في البورصة العالمية إلى 4138 دولارًا بعد أن فقدت نحو 210 دولارات خلال جلسة واحدة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ ” عيار 24″، أن عيار 24 سجل نحو 6423 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4817 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 44,960 جنيهًا.
وأشار إلى أن السوق المحلية شهدت تفاوتًا في التسعير بين المحافظات نتيجة التراجع الحاد في الأسعار العالمية، ما انعكس على أداء التجار وحركة البيع والشراء.
«فرصة للشراء وليست للبيع»
وأوضح سعد أن التراجعات الحالية تمثل فرصة للشراء وليس البيع، مؤكدًا أن بعض المستهلكين سارعوا إلى إعادة بيع مقتنياتهم خوفًا من استمرار الهبوط، بينما يرى المستثمرون المحترفون أن هذه المرحلة تمثل تصحيحًا مؤقتًا في مسار صاعد طويل الأجل.
وقال:”السوق تمر بمرحلة إعادة توازن بعد ارتفاعات قياسية، وما نشهده الآن هو موجة جني أرباح لا أكثر.”
العوامل العالمية ما زالت داعمة للمعدن النفيس
وأكد رئيس مجلس إدارة أفريو جولد أن العوامل الأساسية الداعمة للذهب لم تتغير، مشيرًا إلى أن مشتريات البنوك المركزية المتواصلة، ضمن توجه عالمي نحو التخلي التدريجي عن الدولار، ستعيد دعم الأسعار قريبًا، إلى جانب استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
وأضاف سعد أن السياسة النقدية التيسيرية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تُبقي على النظرة الإيجابية للمعدن الأصفر على المدى المتوسط، رغم التقلبات الراهنة، لأن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب كأصل غير مدرّ للعائد.
التوقعات: تصحيح مؤقت قبل عودة الصعود
واختتم سعد تصريحه بالتأكيد على أن الذهب سيعود سريعًا إلى مسار الصعود عقب انتهاء موجة التصحيح الحالية، موضحًا أن استمرار ضعف بعض العملات العالمية، وارتفاع الطلب الاستثماري والمؤسسي، سيعيد الأسعار إلى مستويات أعلى خلال الفترة المقبلة.
وقال:”السوق تشهد تذبذبًا حادًا، لكن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا، في ظل بقاء العوامل المحفزة للذهب قائمة — من التضخم العالمي، والضبابية السياسية، وتزايد مخاطر الديون الأمريكية.”