كشف أحدث تقرير ربع سنوي صادر عن منصة التداول والاستثمار العالمية eToro، أن تراجع قيمة الدولار الأمريكي يدفع بالمستثمرين الأفراد نحو الذهب كملاذ آمن.
وبحسب نتائج الاستطلاع الذي شمل 1000 مستثمر، أفاد نحو نصف المشاركين بأنهم قاموا أو يعتزمون تعديل محافظهم الاستثمارية استجابةً لتراجع الدولار.
وكان أبرز إجراء تم اتخاذه هو زيادة الاستثمار في الذهب، حيث أشار 35% من المستثمرين إلى تعزيز حصصهم في المعدن الأصفر خلال الربع الثاني من عام 2025.
وجاء بعد ذلك 30% قرروا تقليص استثماراتهم في الأسهم الأمريكية، و29% قالوا إنهم زادوا استثماراتهم في الأسهم غير الأمريكية.
كما أشار ربع المشاركين إلى نيتهم الاحتفاظ بجزء أكبر من أموالهم في الأصول المشفّرة.
الذهب ملاذ في البحار الهائجة والهادئة
وقالت لالي أكونر، كبيرة استراتيجيي الأسواق العالمية في eToro:”المستثمرون الأفراد يتعاملون بذكاء مع الاتجاه الهابط للدولار من خلال إعادة توجيه أموالهم إلى أصول غير مترابطة مثل الذهب، وهو سلوك تحوطي يعكس فهمًا أكثر نضجًا للمخاطر – بعيدًا عن الصورة النمطية القديمة التي كانت تصف المستثمر الفرد بـ’المال الساذج’.”
وأظهر الاستطلاع أن المعنويات تجاه الذهب كانت إيجابية للغاية، إذ توقع 62% من المستثمرين المشاركين أن ترتفع أسعاره خلال الـ6 إلى 12 شهرًا المقبلة.
وأشار 45% من المشاركين إلى أنهم يمتلكون بالفعل مراكز استثمارية في الذهب، ونحو نصف هؤلاء بدأوا الاستثمار فيه خلال العامين الماضيين فقط.
ومن بين الذين لا يمتلكون ذهبًا حاليًا، قال 29% إنهم يفكرون في الاستثمار فيه مستقبلًا.
ثقة متراجعة في الولايات المتحدة.. وتزايد الاهتمام بأوروبا
أظهرت البيانات أيضًا أن الثقة في الولايات المتحدة كوجهة استثمارية بدأت تتراجع، إذ انخفضت من 41% في الربع الرابع من عام 2024 إلى 33% فقط في الربع الثاني من 2025.
لكن اللافت أن الجيل الأصغر سنًا، جيل “زد” (Generation Z)، حافظ على نفس مستوى التفاؤل تجاه الاقتصاد الأمريكي عبر الفترتين، مستقرًا عند 40%.
في المقابل، شهدت أوروبا تحسنًا في ثقة المستثمرين البريطانيين، حيث رأى 20% منهم أنها واحدة من المناطق ذات أفضل فرص العائد طويل الأجل، مقارنة بـ10% فقط في الربع الأخير من 2024.
وأضافت أكونر:تراجع الثقة في الولايات المتحدة كمصدر للعوائد المستقرة طويلة الأجل دفع المستثمرين إلى البحث عن الفرص خارج الحدود الأمريكية، وهو ما أدى إلى زيادة تنويع المحافظ جغرافيًا.
فالمخاوف المتعلقة بالاستدامة المالية، وعدم الاستقرار السياسي، والضبابية الكلية دفعت المستثمرين الأفراد إلى الاهتمام المتزايد بالأسواق الأخرى.