في خطوة استراتيجية تعكس تحوّل كبرى شركات التعدين العالمية نحو التركيز على أصولها الأساسية، أعلنت شركة باريك جولد Barrick عن إتمام اتفاق لبيع منجم الذهب الكندي العريق “هملو” (Hemlo) إلى شركة Carcetti Capital ، في صفقة قد تصل قيمتها إلى 1.09 مليار دولار أمريكي.
خلفية المنجم
يقع منجم “هملو” في مقاطعة أونتاريو الكندية، ويُعد أحد أقدم وأهم مناجم الذهب في البلاد، حيث تجاوز إنتاجه التاريخي أكثر من 21 مليون أوقية منذ بدء التشغيل، وعلى الرغم من مكانته البارزة، اعتبرته باريك جولد Barrick ضمن فئة الأصول “غير الرئيسية”، لتقرر التخارج منه ضمن خطتها لإعادة هيكلة محفظتها الاستثمارية.
تفاصيل الصفقة
-
ستتلقى شركة باريك جولد نحو 875 مليون دولار نقدًا عند الإغلاق.
-
إضافة إلى 50 مليون دولار في صورة أسهم من Carcetti، التي ستُعاد تسميتها لاحقًا إلى Hemlo Mining Corp.
-
مدفوعات مشروطة تصل إلى 165 مليون دولار بناءً على أداء المنجم ومستويات أسعار الذهب بين 2027 و2032.
في المقابل، ستعتمد Carcetti على مزيج من التمويل لتغطية الصفقة، يشمل اتفاق “تدفق ذهب” بقيمة 400 مليون دولار مع Wheaton Precious Metals، وقرضًا مصرفيًا من Scotiabank بقيمة 225 مليون دولار، إلى جانب طرح خاص لأسهم بقيمة 415 مليون دولار.
دلالات اقتصادية
الصفقة تمثل انسحابًا شبه كامل لـشركة باريك جولد Barrick من نشاط تعدين الذهب في كندا، وتحولاً للتركيز على مشروعات أكثر ربحية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويُتوقع أن تمنح الشركة سيولة إضافية لتعزيز استثماراتها في مشاريع النحاس والذهب العملاقة، وهي المعادن التي تراهن عليها لقيادة النمو المستقبلي.
أما بالنسبة لـ Carcetti، فتُعد الصفقة فرصة لتحويلها إلى لاعب رئيسي جديد في سوق التعدين الكندي، خصوصًا مع تغيير اسمها إلى منجم “Hemlo “، بما يمنحها هوية جديدة مرتبطة بأحد أهم المناجم الكندية.
الأثر على سوق الذهب
توقيت الصفقة يأتي في ظل أسعار قياسية للذهب تجاوزت 3,600 دولار للأوقية، وهو ما يجعل أصول التعدين محط اهتمام الاستثمارات المؤسسية وصناديق المعادن النفيسة.
بيع “هملو” بهذا التقييم يعكس ثقة المستثمرين في استدامة أسعار الذهب المرتفعة، حتى مع التقلبات قصيرة الأمد الناجمة عن السياسة النقدية الأميركية.
الخلاصة
صفقة بيع “هملو” لا تعكس مجرد انتقال ملكية منجم تقليدي، بل تكشف عن تحولات أعمق في خريطة صناعة الذهب العالمية، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى التخلص من الأصول الأقل كفاءة والتركيز على مشاريع عالية العائد، فيما يظهر لاعبون جدد يسعون لاقتناص فرص استراتيجية في ظل طفرة الأسعار.