توقعت شركة لاوبو جولد (Laopu Gold) تحقيق قفزة كبيرة في صافي أرباحها خلال النصف الأول من عام 2025، إذ أشارت تقديراتها إلى زيادة تتراوح بين 279% و288% على أساس سنوي، لتصل الأرباح إلى ما بين 2.23 مليار و2.28 مليار يوان صيني، أي ما يعادل نحو 311.11 مليون إلى 318.08 مليون دولار .
ورغم هذا الإعلان الذي يعكس قوة الأداء المالي للشركة، شهدت أسهمها تراجعًا حادًا لتسجل أدنى مستوياتها منذ 20 مايو الماضي، ولتواصل بذلك مسار الهبوط للجلسة التاسعة على التوالي.
في الوقت ذاته، برزت مؤشرات على تباطؤ الإنفاق الفاخر في الصين، إذ أظهرت تقارير صادرة عن شركة الاستشارات العالمية أوليفر وايمان (Oliver Wyman) أنّ شريحة الأثرياء الصينيين بدأت تميل بشكل متزايد إلى توجيه نفقاتها نحو الرحلات والتجارب السياحية بدلاً من السلع الفاخرة، ويعكس هذا التحول تغيرًا ملحوظًا في أنماط الاستهلاك داخل واحدة من أكبر أسواق المنتجات الفاخرة عالميًا.
وفي مشهد يعكس مكانة العلامة التجارية، شهدت مدينة شانجهاي في 27 فبراير 2025 اصطفاف عدد كبير من العملاء أمام متجر لاوبو جولد، ما يشير إلى استمرار جاذبية منتجاتها لدى المستهلكين رغم تذبذب أدائها في البورصة.
هذه العلامة التي تأسست في عام 2009 نجحت في بناء قاعدة جماهيرية واسعة بين المستهلكين الأصغر سنًا، بفضل تصميماتها المميزة التي تمزج بين الحرفية الصينية التقليدية والطابع العصري، ومن أبرزها قلائد العملات القديمة وزخارف اللوتس.
ورغم الانخفاض الأخير في السهم، فإن أداءه منذ بداية العام ما يزال قويًا؛ فقد ارتفع بنسبة 203.07% حتى الآن، وخلال جلسة التداول الأخيرة، صعد السهم في بدايتها بنحو 4%، لكنه سرعان ما قلّص مكاسبه مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح، ومع ذلك، يبقى هذا السهم واحدًا من أبرز قصص النجاح في سوق هونج كونج، حيث قفزت قيمته بأكثر من 2000% منذ إدراجه العام الماضي.
وفي إفصاح حديث لبورصة هونج كونج، أعلنت الشركة أن إيراداتها المتوقعة للنصف الأول من 2025 ستسجل نموًا يتراوح بين 241% و255% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما يعكس استمرار قوة مبيعاتها في كلٍّ من القنوات الإلكترونية والمتاجر الفعلية.
فالشركة، التي تتخذ من بكين مقرًا لها، لم تكتفِ بالتوسع داخل مدن كبرى مثل شنجهاي وشنتشن وهونج كونج، بل افتتحت في يونيو الماضي أول متجر دولي لها في “مارينا باي ساندز” بسنغافورة، في خطوة تؤكد طموحها للانتشار العالمي.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يرى محللو سيتي (Citi) أن تراجع سعر السهم يعود إلى ما وصفوه بـ”إعادة ضبط توقعات السوق” و”تصفية تدفقات الأموال”، مؤكدين في الوقت ذاته أن السهم يبدو حاليًا مقوَّمًا بأقل من قيمته الفعلية.
أما محللو مورجان ستانلي (Morgan Stanley)، فأشاروا في تقرير حديث إلى أن خفض توقعات الأرباح والمخاوف من ارتفاع أسعار الذهب كانا عاملين أساسيين وراء هبوط السهم من ذروته التي سجلها في أوائل يوليو.
ومع ذلك، أكدت أوليفر وايمان أن أرباح لاوبو أقل تأثرًا بتقلبات أسعار الذهب مقارنة بشركات المجوهرات التقليدية، إذ تعتمد الشركة في منتجاتها على تصميمات لا ترتبط بشكل مباشر بأسعار المعادن، وإنما تستند إلى قيمتها الإبداعية والثقافية،
وفي السياق ذاته، كتب محللو نومورا (Nomura) في تقريرهم الأخير:”نعتقد أن تقييم سهم لاوبو بات أكثر جاذبية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مع بقاء قصة نمو الشركة كما هي دون تغيير.”
ويأتي هذا الأداء المتباين لأسهم لاوبو في وقتٍ يعاني فيه قطاع السلع الفاخرة في الصين من حالة فتور. فقد كشف استطلاع للرأي أجرته أوليفر وايمان الأسبوع الماضي أن الأثرياء الصينيين أكثر تشاؤمًا تجاه الاقتصاد مما كانوا عليه خلال فترة الجائحة، وهو ما دفع الكثيرين منهم إلى تغيير أولويات إنفاقهم بعيدًا عن المجوهرات والسلع الفاخرة، والتركيز على تجارب السفر والأنشطة الترفيهية.
ويبدو أن هذا الاتجاه لا يقتصر على لاوبو وحدها، فشركة بوب مارت (Pop Mart)، المعروفة بدمى “لابوبو”، أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر توقعاتها بتحقيق أرباح قوية خلال النصف الأول من 2025، لكن أسهمها المدرجة في هونج كونج تراجعت مباشرة بعد الإعلان، رغم أنها حققت حتى الآن ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 175.74% منذ بداية العام.
في المقابل، سجلت شركة الملابس الرياضية الصينية أنتا (Anta) أداءً أكثر استقرارًا، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 17.15% منذ مطلع العام.
وأشارت الشركة في إفصاح بتاريخ 21 يوليو إلى أنها حققت “نموًا إيجابيًا متوسطًا” لمنتجات علامتها الأساسية، ونموًا إيجابيًا مرتفعًا لمنتجاتها التي تحمل علامة Fila خلال النصف الأول من العام.