كتب: وليد فاروق
في ما يُمكن وصفه بـ”اليوم الأسود في تاريخ صناعة الألماس العالمية”، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء قرارات جمركية مفاجئة ستُغير شكل الصناعة لعقود مقبلة، إذ قررت الولايات المتحدة رفع الرسوم الجمركية على البضائع الهندية إلى 50% بحلول نهاية الشهر، في خطوة تهدد بشل قلب صناعة الألماس التي تعتمد على الهند كمركز عالمي للتصنيع والتصدير.
زلزال اقتصادي يضرب قلب الصناعة
القرار الأمريكي الذي نُشر على موقع البيت الأبيض، ينص على زيادة الرسوم الجمركية على واردات البضائع الهندية من 10% إلى 25% بداية من الخميس، ثم إلى 50% بدءًا من 27 أغسطس. هذه الزيادات جاءت بعد أيام فقط من فرض رسوم أولية بنسبة 25%، لكنها فاجأت القطاع بسرعة التصعيد.
أكثر من 90% من الألماس المصقول في العالم يُصنّع في الهند، ما يجعل القرار الأمريكي بمثابة ضربة مباشرة لبنية الصناعة العالمية، حيث تسابق التجار حاليًا الزمن لشحن الكميات المتبقية إلى السوق الأمريكية قبل بدء تنفيذ التعرفة الجديدة، بينما تجمّدت حركة التجارة خارج الولايات المتحدة بشكل شبه كامل.
قطاع الألماس في مأزق
قال كيريت بهانسالي، رئيس مجلس ترويج صادرات الأحجار الكريمة والمجوهرات الهندي، في تصريحات صحفية نقلتها وكالات الأنباء، “إنه يوم أسود للغاية في صناعة المجوهرات… لا يوجد حل فوري في الأفق.”
وأضاف:”لو كانت الرسوم في حدود 10% أو حتى 15%، كان يمكن التكيّف معها، لكن القفز إلى 50% يُخرج الأمور من نطاق السيطرة ويهدد القدرة التنافسية للصناعة برمتها.”
تداعيات واسعة… والخوف يسيطر على السوق
في تصريحات صحفية، قال بعض التجار من الأسواق الأمريكية، أن هامش الربح في تجارة الماس المصقول ضيق جدًا، حتى نسبة 25% غير قابلة للاستيعاب، فما بالك بـ50%؟ إنها وصفة لفقدان السوق الأمريكي بالكامل.
التقارير تؤكد أن التجار الأمريكيين ممن يملكون مخزونات مسبقة أصبحوا في موقع قوة غير مسبوق، في حين أصبحت سلاسل التوريد العالمية في حالة شلل، خاصة مع توقف الحجز والشحن مؤقتًا انتظارًا لمآلات التصعيد.
خلفيات سياسية: “عقاب على شراء النفط الروسي”
برّر ترامب هذه الخطوة بأنها عقوبة مباشرة للهند على استمرارها في شراء النفط الروسي، إذ لمح إلى الأمر في منشور على منصة “تروث سوشيال” بتاريخ 31 يوليو، ثم أعلن لاحقًا التعرفة التصعيدية كخطوة ردعية إضافية.
مفاوضات منتظرة… والمستقبل غامض
رغم حالة الغضب في الأسواق، أشارت تقارير مطّلعة إلى أن وفدًا تجاريًا أمريكيًا رفيع المستوى سيتجه إلى نيودلهي هذا الشهر لمواصلة المفاوضات في محاولة لاحتواء الأزمة قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة.
عقب القرار تراجعت أسهم شركة Signet – أكبر بائع مجوهرات بالتجزئة في أمريكا – بنسبة 4% ، كما أن تجارة الماس المصقول خارج السوق الأمريكي توقفت تمامًا، والصناعة الهندية تعيد حساباتها بالكامل بشأن خطط الإنتاج والتصدير.