كشفت CME Group في تقرير حديث أن الصين والهند استحوذتا على أكثر من 50% من الطلب الاستهلاكي العالمي على الذهب في 2024، وأن شهية آسيا المتزايدة نحو المعدن النفيس تدفع إلى توسع سريع في أسواق المشتقات بالمنطقة.
أداء قوي للأسعار
قال كاميرون لياو، مدير الأبحاث الدولية وتطوير المنتجات في CME، إن الذهب شهد موجة صعود قوية على مدار العامين الماضيين، إذ ارتفعت الأسعار بنسبة 12% في 2023 وبنسبة 29% إضافية في 2024.
وأضاف أن الذهب واصل أداءه القوي في 2025، باعتباره ملاذًا آمنًا وسط مخاوف من الرسوم التجارية، وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة.
آسيا محرك رئيسي للطلب
أكد التقرير أن الذهب يحظى بمكانة راسخة في الثقافة الآسيوية كرمز للثروة ومخزن للقيمة، ومع وجود الصين والهند (سكانهما مجتمعين 2.8 مليار نسمة) كأكبر مستهلكين للذهب عالميًا، فإن القارة تمثل المحرك الرئيسي للطلب، كما تلعب دول مثل تايلاند وماليزيا وفيتنام وكوريا الجنوبية دورًا مهمًا كمستهلكين بارزين للذهب.
انعكاس في أسواق المشتقات
الطلب الآسيوي على المعدن الفعلي انعكس بشكل مباشر على أسواق المشتقات:
-
ارتفعت السيولة في عقود COMEX Gold Futures خلال ساعات التداول الآسيوية من 25% إلى أكثر من ثلث حجم التداول العالمي في الربع الثاني من 2025.
-
عقود Micro Gold Futures (MGC) شهدت قفزة أكبر، إذ ارتفع متوسط حجم التداول اليومي من 50–60 ألف عقد إلى 300 ألف عقد يوميًا، مع زيادة ملحوظة في حصة التداول الآسيوية التي بلغت 42% من التداول العالمي.
سيولة وتكاليف تداول مستقرة
أشار التقرير إلى أن عقود MGC تظهر فروق أسعار (bid/offer spreads) مستقرة وضيقة، إذ بلغ المتوسط العام 2.01 نقطة، بينما انخفض إلى 1.98 نقطة خلال ساعات التداول الآسيوية، ما يعكس زيادة النشاط والسيولة.
توقعات مستقبلية
تتوقع CME أن يظل الذهب محور اهتمام المستثمرين في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، و تغيرات سياسات الفائدة الأمريكية، و تطور استراتيجيات احتياطيات البنوك المركزية. ومع ذلك، قد تؤثر الأسعار القياسية وتباطؤ النمو الاقتصادي على استهلاك المجوهرات، إلى جانب احتمالات جني الأرباح والتصحيحات السوقية.
التحركات السعرية الأخيرة
خلال جلسات التداول الأخيرة، استقر الذهب عند 3396 دولارًا للأوقية.
آسيا، بقيادة الصين والهند، لا تكتفي بالهيمنة على الطلب الاستهلاكي للذهب، بل أصبحت تقود أيضًا سيولة المشتقات عالميًا، ما يعكس تحوّل مركز ثقل السوق شرقًا.