ارتفعت أسعار الذهب في منتصف تعاملات اليوم الأربعاء، لتسجل مستويات قياسية جديدة، بينما واصلت أسعار الفضة الصعود لتبقى قريبة من أعلى مستوى في 14 عامًا، ويعود ذلك إلى تنامي الطلب على الملاذات الآمنة مع اقتراب أشهر سبتمبر وأكتوبر، التي عادة ما تتسم بالاضطرابات في أسواق الأسهم والمال.
سجل العقود الآجلة لشهر ديسمبر للذهب ارتفاعًا بمقدار 23.30 دولارًا ليصل إلى 3,615.30 دولارًا للأوقية، بينما ارتفعت عقود ديسمبر للفضة بمقدار 0.178 دولارًا لتسجل 41.77 دولارًا.
قال عماد سعد، رئيس مجلس إدارة أفريو جولد للذهب والمجوهرات، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 30 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4830 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 20 دولارًا، لتسجل 3557 دولارًا.
أضاف، أن عيار 24 سجل 5520 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4140 جنيهًا، بينما ارتفع سعر الجنيه الذهب إلى 38640 جنيهًا.
ولفت، إلى أن الأسواق تشهد حالة من الانتعاش في المبيعات مع ارتفاع أسعار الذهب، حيث يقبل المواطنون على الشراء مع ارتفاع الأسعار.
وتوقع أن تواصل الأسعار ارتفاعها بالأسواق المحلية والعالمية، لاسيما مع حالة عدم اليقين وتزايد الرهانات حول خفض الفائدة الأمريكية.
أداء الأسواق العالمية
شهدت الأسواق العالمية تباينًا إلى ضعف في تداولات الليلة الماضية، فيما تشير العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية إلى افتتاح أقوى عند بداية جلسة نيويورك.
ارتفعت عوائد السندات العالمية (وتراجعت أسعارها) بسبب المخاوف من التضخم وزيادة إصدارات الديون الحكومية وضعف الانضباط المالي. في الولايات المتحدة، اقترب عائد السندات لأجل 30 عامًا من 5%، بينما صعدت أيضًا عوائد السندات في بريطانيا وأستراليا واليابان، ويعكس هذا البيع المكثف قلق المتداولين من الإنفاق الحكومي المفرط والآثار التضخمية المحتملة، حيث تراجع مؤشر بلومبرغ للعوائد العالمية بنسبة 0.4% يوم الثلاثاء، كما أدى تدفق إصدارات الشركات من السندات إلى الضغط على الأسواق، وسط حالة من عدم اليقين بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
ويعرف المستثمرون المخضرمون أن تاريخيًا يُمثل شهرا سبتمبر وأكتوبر فترات صعبة على أسواق الأسهم والعملات والمال، وهو ما قد يمتد تأثيره السلبي إلى الأسواق الزراعية أيضًا.
بيانات أوروبية وصينية
أظهرت بيانات منطقة اليورو ارتفاع أسعار المنتجين الصناعيين بنسبة 0.4% على أساس شهري في يوليو، متجاوزة التوقعات عند 0.2%، بعد ارتفاع بنسبة 0.8% في يونيو. وجاءت الزيادة مدفوعة بصعود تكاليف الطاقة بنسبة 1.5% بعد ارتفاع 3.3% في الشهر السابق، إلى جانب ارتفاع طفيف في أسعار السلع الاستهلاكية المعمرة (0.2%) والسلع الرأسمالية (0.1%). في المقابل، استقرت أسعار السلع غير المعمرة، فيما تراجعت أسعار السلع الوسيطة للشهر الثالث على التوالي بنسبة 0.2%. وعلى أساس سنوي، تباطأ التضخم في أسعار المنتجين إلى 0.2% من 0.6% في يونيو.
وفي الصين، ارتفع مؤشر مديري المشتريات العام لقطاع الخدمات إلى 53.0 في أغسطس، مقارنة بـ52.6 في يوليو، متجاوزًا التوقعات عند 52.5، وهو أعلى مستوى للتوسع منذ مايو 2024. جاء ذلك بدعم من نمو قوي في الطلبات الجديدة والصادرات، فيما ارتفعت التكاليف التشغيلية قليلاً بفعل ارتفاع الأجور وأسعار المواد الخام، بينما تراجعت أسعار البيع مع محاولة الشركات تعزيز المبيعات وسط منافسة قوية.
تطورات جيوسياسية
عرض الرئيس الصيني شي جين بينج قوته العسكرية في عرض عسكري شارك فيه كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في أول ظهور علني مشترك بينهم، بما يعكس التنسيق في مواجهة الولايات المتحدة، وأكد شي عزم بلاده على بناء “جيش عالمي الطراز” وحماية السيادة الوطنية.
من جانبه، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة عبر منصة Truth Social، قال فيها: “أرجو أن تنقلوا تحياتي الحارة إلى فلاديمير بوتين وكيم جونج أون، بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة الأمريكية.”
الأسواق الخارجية والبيانات الأمريكية المرتقبة
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي قليلاً، فيما انخفضت أسعار النفط إلى حوالي 64.25 دولارًا للبرميل. وسجل العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات 4.289%.
ومن المنتظر أن تصدر اليوم عدة بيانات اقتصادية أمريكية، منها:
-
تقرير طلبات الرهن العقاري الأسبوعي (MBA).
-
كتاب الاحتياطي الفيدرالي “Beige Book”.
-
بيانات الطلبيات الصناعية.
-
بيانات الإنتاجية والتكاليف.
-
تقرير فرص العمل (JOLTS).
كما سيلقي كل من نيل كاشكاري (رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس) وألبرتو موسالم (رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس) تصريحات مهمة.