توقّع محللو المعادن الثمينة في شركة هيراوس (Heraeus) أن يشهد الدولار الأمريكي مسارًا ممتدًا من التراجع، ما سيشكّل دفعة إضافية لأسعار الذهب، في حين بدأت الفضة تستحوذ على اهتمام بعض البنوك المركزية كوسيلة جديدة لتنويع الاحتياطيات.
وفي تقريرهم الأخير، أوضح المحللون أن العلاقة التقليدية بين الذهب والدولار تتمثل في ارتفاع سعر الذهب مع ضعف العملة الأمريكية وانخفاضه مع قوتها، لكن اللافت أن موجة الصعود منذ 2016 جاءت في وقت كان فيه الدولار في مسار قوة، وهو ما يعد استثناءً عن القاعدة التاريخية.
ضغوط تجارية وتراجع الثقة بالدولار
أشار التقرير إلى أن الدولار، وفقًا للمؤشر التجاري المرجّح، لا يزال قويًا عند مستويات أوائل الألفية، رغم تراجعه عن ذروته الأخيرة.
وأضاف أن التجارة العالمية مع الولايات المتحدة تعرضت لهزّات كبيرة بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأميركي ترامب، ومن غير المرجح أن تختفي قضايا العجز التجاري والرسوم حتى مع أي حكم قضائي محتمل ضد بعض تلك القرارات.
ومع تزايد النهج التصادمي لواشنطن في الملفات التجارية، يرى المحللون أن توجه البنوك المركزية نحو تعزيز حيازاتها من الذهب لتقليل انكشافها على الدولار سيستمر خلال الفترة المقبلة.
صناديق الذهب والطلب الاستثماري
إلى جانب الطلب السيادي، واصل المستثمرون ضخ السيولة في الذهب؛ فقد ارتفعت حيازات الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب بمقدار 397 طنًا (+12.3%) خلال النصف الأول من العام، بينما نما الطلب على السبائك والعملات بنسبة 6.4% على أساس سنوي ليصل إلى 631 طنًا.
وأكد التقرير أن الذهب يبدو أكثر جاذبية من الدولار كأداة تحوط ضد أخطاء السياسات الاقتصادية، خصوصًا في ظل ضغوط الإدارة الأمريكية على رئيس الفيدرالي جيروم باول لخفض الفائدة، ما يزيد احتمالات وقوع أخطاء في السياسة النقدية والمالية معًا.
الفيدرالي وخفض الفائدة
السوق باتت تسعّر بالكامل قرار خفض الفائدة بعد بيانات التوظيف الضعيفة الصادرة يوم الجمعة، مع ترجيح خفض بمقدار 25 نقطة أساس، فيما تبلغ احتمالية الخفض الأكبر (50 نقطة أساس) نحو 14% فقط.
ويرى محللو “هيراوس” أن اختراق الذهب فوق مستويات 3500 ثم 3600 دولار للأوقية يمهّد الطريق لمكاسب إضافية، مع دعم فني قريب بين 3450 – 3500 دولار للأوقية.
الفضة تدخل المشهد
وفيما يخص الفضة، أشار التقرير إلى أن بعض البنوك المركزية بدأت تُبدي اهتمامًا متزايدًا بالمعدن الأبيض رغم أنه لم يكن جزءًا أساسيًا من احتياطياتها عبر التاريخ، وكشف أن روسيا أعلنت مطلع هذا العام عن خطط لشراء ما قيمته 535.5 مليون دولار من الفضة على مدى ثلاث سنوات.