أظهر مجلس الذهب العالمي، ومقره لندن، أن الطلب العالمي على الذهب ارتفع بنسبة 3% ليصل إلى 1,249 طنًا خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح المجلس في تقريره أن “عدم اليقين بشأن السياسات التجارية العالمية، والاضطرابات الجيوسياسية، إلى جانب ارتفاع الأسعار، كلها عوامل غذّت التدفقات نحو المعدن النفيس”.
وشهدت أسعار الذهب طفرة قوية أواخر أغسطس، لترتفع إلى 3,429 دولارًا للأوقية، بزيادة 4% خلال الشهر، وبنمو بلغ 31% منذ بداية العام.
السياسات النقدية ودور البنوك المركزية
بحسب سايان كومباروف، مدير “إيكووات”، فإن السياسة النقدية العالمية تظل المحرك الرئيسي لأسعار الذهب، مع توسّع الحكومات في الإنفاق غير المتوازن وارتفاع مستويات الدين العام، ما يدفع البنوك المركزية إلى التدخل عبر شراء الأصول وإصدار احتياطيات جديدة.
وأشار إلى أن التضخم الناتج عن هذه السياسات يرفع عوائد السندات ويخفض أسعارها، ما يفاقم خسائر المستثمرين، ثم تعود البنوك المركزية للتدخل بخفض الفائدة وضخ المزيد من السيولة.
اتجاهات عالمية قياسية
الذهب حطّم الأرقام القياسية 40 مرة في 2024، و26 مرة أخرى في النصف الأول من 2025، وفق خبراء بنك “هاليك فاينانس”، وارتفع المعدن من 2,500 إلى 3,000 دولار للأوقية خلال 210 أيام فقط، مقارنة بـ1,700 يوم في فترات الزيادات السابقة.
طلب سيادي متنامٍ
للسنة الخامسة عشرة على التوالي، واصلت البنوك المركزية دورها كمشترٍ صافٍ للذهب، حيث تجاوزت مشترياتها 1,000 طن سنويًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وبلغت مشتريات 2024 نحو 1,045 طنًا، تصدرتها بولندا بإضافة 90 طنًا.
وفي كازاخستان، عاد البنك المركزي إلى الشراء هذا العام بعد ثلاث سنوات من البيع بغرض تنويع الاحتياطيات، ليضيف 14.7 طنًا في الأشهر الخمسة الأولى من 2025، لترتفع احتياطياته إلى 306.2 طنًا، وتبلغ قيمة احتياطيات الذهب في كازاخستان حاليًا 32.8 مليار دولار من إجمالي احتياطياتها الأجنبية البالغة 52.5 مليار دولار.
الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات
التوترات الجيوسياسية دفعت الذهب إلى مستويات تاريخية. فقد ارتفعت الأسعار إلى 3,432 دولارًا للأوقية مع تصاعد النزاع بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي، كما شكّل تجميد مجموعة السبع لأكثر من 280 مليار دولار من الأصول الروسية بعد غزو أوكرانيا عاملًا محفزًا للحكومات للتوجّه أكثر نحو الذهب كأصل لا يخضع للتجميد الخارجي.
وفي السياق نفسه، تراجعت حيازات الصين من السندات الأمريكية إلى أدنى مستوى منذ 2009، عند 757.2 مليار دولار، مقابل تعزيز مشترياتها من الذهب.
توقعات الأسعار
يتوقع محللو “جولدمان ساكس” أن يبلغ سعر الذهب 3,700 دولار للأوقية بحلول نهاية 2025، مع استمرار المخاطر الاقتصادية والطلب القوي من البنوك المركزية والمستثمرين.
ويرى كومباروف أن الذهب يوازن بين المخاطر والعوائد بشكل أفضل من الأسهم، حيث ارتفع سعره بالعملة المحلية الكازاخية (التينغي) بنسبة 48% خلال عام واحد، و2,955% خلال 20 عامًا.
كازاخستان توسع إنتاجها
تحتل كازاخستان المرتبة الـ14 عالميًا في إنتاج الذهب بـ87 طنًا في 2024، مقابل 129 طنًا لأوزبكستان وصدارة للصين بحصة 10% من الإنتاج العالمي.
وتستعد البلاد لتنفيذ 13 مشروعًا جديدًا للتعدين والمعالجة بين 2025 و2028، باستثمارات تقدر بـ1.5 مليار دولار، ستضيف 21 طنًا من سبائك الذهب الخام (Doré) وتوفر 3,400 وظيفة.
كما نفذت كازاخستان خلال العقد الماضي 19 مشروعًا في قطاع الذهب والمعادن النفيسة، باستثمارات بلغت 853 مليون دولار، ساهمت في تعزيز بنيتها التحتية وزيادة جاذبيتها الاستثمارية.