في صيف هذا العام، حظيت صناعة الألماس الطبيعي بلحظة نادرة من العلاقات العامة المجانية عندما ارتدت نجمة البوب العالمية تايلور سويفت خاتم خطوبة ضخمًا بوزن ثمانية قراريط.
انتشار صور الخاتم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل رفع أسهم شركة المجوهرات الأمريكية سيجنت على الفور، ليؤكد أن الألماس الطبيعي لا يزال يمتلك القدرة على إثارة الخيال الجماهيري ورفع القيمة السوقية بمجرد اقترانه بنجمة مؤثرة.
وصف خبراء القطاع هذه اللحظة بأنها “أفضل ما يمكن أن يحدث لصناعة الألماس”، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية وتزايد المنافسة من الألماس المُصنّع في المختبرات.
أنتويرب تراهن على التسويق
لكن الصناعة تدرك أن الاعتماد على “الصدف الإعلامية” وحده لا يكفي.
لذلك، أطلق مجلس أنتويرب للألماس بالتعاون مع الدول المنتجة وشركة دي بيرز الجنوب أفريقية حملة تسويقية عالمية بميزانية تموَّل من 1% من عائدات مبيعات الألماس الخام، تقود الحملة مجموعة مجلس الألماس الطبيعي (NDC) وتهدف إلى تكرار نجاح حملات تسويقية شهيرة مثل “هل لديك حليب؟” التي غيّرت صورة صناعة الألبان في التسعينيات.
الرسالة المركزية هي: الألماس الطبيعي ليس مجرد حجر، بل رمز للندرة والأصالة والتاريخ، على عكس الألماس الصناعي الذي وإن بدا متطابقًا، إلا أنه يفتقد لهذه القيم الجوهرية.
تعزيز التمييز بين الطبيعي والصناعي
-
مختبر HRD Antwerp أعلن وقف اعتماد الألماس الصناعي.
-
GIA – أكبر مؤسسة تصنيف عالمية – تستعد لوقف تصنيفه أيضًا.
-
وفي المقابل، أعلنت سلسلة التجزئة الهولندية “زيمان” بيع ألماس مختبري بـ29.99 يورو فقط، خطوة رحّب بها قطاع الألماس الطبيعي باعتبارها توضح بجلاء الفرق بين منتج فاخر نادر وبديل متاح ورخيص.
بين الإعلام والتسويق: معركة الندرة مقابل الوفرة
تبيّن تجربة خاتم تايلور سويفت أن الإعلام قادر على إعادة إشعال الطلب في لحظة، بينما تمثل الحملات المنظمة في أنتويرب أداة استراتيجية طويلة الأمد.
الإعلام يقدم قصصًا ملهمة تدعم صورة الألماس الطبيعي، في حين التسويق يوفر رسائل ممنهجة تعيد رسم حدود التمييز بين الفاخر والصناعي.
بين لحظة إعلامية عابرة تُحقق أثرًا عالميًا، وحملات تسويقية ضخمة تُعيد صياغة السردية، تسعى صناعة الألماس الطبيعي إلى استعادة بريقها وسط واحدة من أصعب المراحل في تاريخها، وفي النهاية، تظل الندرة والرمزية هما الرهان الحقيقي على بقاء الألماس الطبيعي متفوقًا أمام بدائل المختبرات الرخيصة.