سجّل الذهب خلال شهر سبتمبر أداءً قويًا في الأسواق المحلية والعالمية، بدعم من تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قِبَل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الشهر المقبل، إضافةً إلى أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفعت خلال سبتمبر بنسبة 11% وبقيمة 490 جنيهًا، إذ افتتح جرام الذهب عيار 21 تعاملات الشهر عند 4690 جنيهًا، وأغلق عند 5180 جنيهًا.
وفي الأسواق العالمية، صعدت الأوقية بنسبة 12% وبقيمة 411 دولارًا، لتنتقل من 3447 دولارًا في بداية الشهر إلى 3858 دولارًا عند الإغلاق، مسجلةً بذلك أفضل أداء شهري منذ 16 عامًا.
وأوضح إمبابي أن الأداء القوي للذهب خلال الشهر الماضي جاء نتيجة لتزايد الرهانات على خفض الفائدة، وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة، إلى جانب المخاطر السياسية والاقتصادية المتزايدة في الولايات المتحدة والعالم.
وأضاف أن الذهب واصل مكاسبه في مطلع أكتوبر، حيث ارتفعت الأسعار خلال تعاملات اليوم الأربعاء بنحو 60 جنيهًا محليًا، ليصل جرام الذهب عيار 21 إلى مستوى 5240 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية عالميًا بنحو 30 دولارًا لتسجل 3888 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 3900 دولار كأعلى سعر في تاريخها.
وسجّلت باقي الأعيرة مستويات قياسية جديدة، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5989 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4491 جنيهًا، وعيار 14 نحو 3487 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 41920 جنيهًا.
ضغوط سياسية واقتصادية في الولايات المتحدة تدعم الذهب
تزايدت الضغوط على الدولار الأمريكي مع دخول الحكومة الأمريكية رسميًا في حالة إغلاق للمرة الأولى منذ سبع سنوات، بعد فشل الكونغرس في تمرير مشروع قانون التمويل الفيدرالي، مما أدى إلى توقف العديد من العمليات الحكومية وتأجيل صدور بيانات اقتصادية رئيسية، مثل طلبات إعانة البطالة وتقرير الوظائف غير الزراعية.
وأدى هذا الجمود السياسي إلى زيادة المخاوف في الأسواق، لا سيما مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وصفها المراقبون بالعدائية، والتي أشار فيها إلى أن الإغلاق سيسمح لإدارته باتخاذ إجراءات “لا رجعة فيها”، منها خفض البرامج وتسريح الموظفين.
في الوقت نفسه، انعكست بيانات سوق العمل الأمريكية الضعيفة على معنويات المستثمرين، إذ أظهر تقرير ADP أن القطاع الخاص فقد 32 ألف وظيفة في سبتمبر، مقابل توقعات بزيادة 50 ألفًا، فيما انخفضت ثقة المستهلك إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل عند 94.2 نقطة.
تزايد رهانات خفض الفائدة
عززت هذه التطورات التوقعات بخفض أسعار الفائدة، حيث تُقدّر الأسواق احتمالية خفضها بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر بنسبة 96%، واحتمالية خفض آخر في ديسمبر بنسبة 87%، بحسب أداة CME FedWatch.
ورغم تباين تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، فإن أغلبهم أقرّ بإمكانية التيسير النقدي التدريجي، إذ قالت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، إن “تخفيف سعر الفائدة قليلاً قد يكون مناسبًا هذا العام”، بينما أشارت لوري لوغان، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، إلى أن “مجال التخفيضات الإضافية قد يكون محدودًا”.
مكاسب قوية منذ بداية العام
منذ بداية العام، ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلي بنحو 1490 جنيهًا بنسبة 40%، بينما صعدت عالميًا بنحو 1264 دولارًا بنسبة 48%، مدعومة بعوامل تشمل تراجع الدولار، وتزايد الطلب من البنوك المركزية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية.