قال أسامة رزعي، المدير الإقليمي لشركة “جولد إيرا” لتجارة الذهب، إن أسعار الذهب بالبورصة العالمية تعتمد على قوى العرض و الطلب، ومن ثم قد لا يكون التسعير إلزاميًا في كل دولة، وقد يصل الفرق بين سعر الذهب في بورصة شنجهاي وبورصة لندن لنحو 120 دولارًا، مثلما حدث في سبتمبر الماضي، وذلك بفعل ارتفاع الطلب في بورصة شنجهاي ما دفع الأسعار للصعود.
أضاف، لـ” عيار 24″، إن أسعار الذهب بالسوق المحلية تتوقف على ثلاثة عوامل من بينها قوى العرض والطلب وسعر صرف الدولار، والسعر بالبورصة العالمية.
لفت، إلى أنه من الطبيعي اختلاف أسعار الذهب من دولة لأخرى، نتيجة اختلاف عوامل التأثير ومن بينها قوى العرض والطلب وأسعار الصرف.
أوضح، أن المعروض أو حجم مخزون الذهب بالسوق المحلي يتوقف على حجم التدفقات الخارجية، والبيع العكسي من المواطنين.
أضاف، أن وقف الاستيراد منذ مارس 2022، نتيجة أزمة شح الدولار، وتوجه الدولة لتوفير الدولار للسلع الأساسية، حد من التدفقات الخارجية، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع العملة، دفع المواطنين للاحتفاظ بما في حيازتهم نتيجة التوقعات باستمرار موجة الارتفاعات، ما أدى إلى نقص المخزون المحلي أو المعروض من الذهب الخام.
أشار، إلى أن وقف الاستيراد أدى إلى انغلاق السوق، وأصبح مالك السلعة، هو من يمتلك القدرة في تحديد الأسعار، لاسيما مع نقص العرض وارتفاع الطلب.
أضاف، أن حجم المكاسب التي حققها الذهب على مدار السنوات الأخيرة، عزز من ثقة المواطنين فيه بمثابة أداة استثمارية للحفاظ على المدخرات، ودفعهم لتحويل جزءًا كبيرًا من أموال الشهادات في الذهب، ومن ثم حدث ضغط على السوق.
لفت، إلى أن بداية العام، تعد من المواسم المهمة في انتعاش حركة مبيعات الذهب، تزامنا مع صرف مستحقات شهادات ذات العائد بفائدة 25 %.
أوضح، أن السوق تعرض خلال الأسبوع الأخير إلى وقف المنصات للتسعير، وكذلك وقف الشركات للبيع والشراء.
أضاف، أن جولد ايرا، اتخذت قرارًا بالاستمرار في عمليات البيع والشراء رغم الأزمة الأخيرة للحفاظ على حقوق العملاء، وستعتمد الشركة في عمليات التسعير على أسعار الذهب المعلنة عبر شعبة الذهب، للوصول إلى أسعار عادلة، في ظل وقف تسعير الصاغة.
تابع، أن الشركة أيضًا مستمرة في شراء منتجاتها من السبائك والجنيهات التي بحوزة المواطنين، للحفاظ على حقوق العملاء في الاستفادة من الأسعار الحالية وجني الأرباح.
لفت، إلى أن كثير من شركات السبائك والجنيهات رفعت قيم المصنيعات، لكن “جولد ايرا” قررت عدم زيادة مصنيعاتها في ظل ارتفاع الأسعار وتسهيلًا على المواطنين الراغبين في شراء الذهب.
أوضح، زرعي، أن السوق يشهد حالة من عدم اليقين على الصعيد العالمي أو المحلي، متوقعًا تراجع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، حتى وإن وصلت الأسعار إلى مستوى 4200 جنيه، وذلك بفعل هدوء الطلب.
أضاف، أن ارتفاع الطلب أدى إلى اتباع سياسة التسليم بالحجز في مدة تتراوح بين 7 و 15 يومًا.
ولفت، إلى أن السوق في الفترات الأخيرة شهد تقلبات حادة على مدار اليوم الواحد وتغير الأسعار بنحو يتراوح بين 100 و 200 جنيه بين الارتفاع والانخفاض، ما يعرض التجار إلى خسائر نتيجة التغيرات اللحظية.
وتوقع، زرعي، أن يرفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بنحو 2 % بجانب رفع الحد الإلزامي للبنوك لمواجهة التضخم.
أوضح، أن استمرار أزمة شح الدولار مازل مؤثرًا في أسعار الذهب، لاسيما مع تراجع تحويلات المصريين بالخارج بنحو 30 % وتراجع واردات قناة السويس بنحو 40 % بفعل التوترات في البحر الأحمر، وإلتزام الدولة المصرية بدفع أقساد ديوان بنحو 42 مليار جنيه خلال العام الجاري، بجانب اتساع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والموازي.
أضاف، أن مفاوضات الحكومة المصرية مع صندوق النقد وزيادة القرض، قد يسهم في هدوء الأسواق الموازية، وبالتالي هدوء أسعار الذهب.
وتوقع زرعي أن يثبت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في اجتماع نهاية الشهر الجاري، ما يؤدي لاستقرار الأسعار بالبورصة العالمية.