مع وصول أسعار الذهب لمستويات قياسية، هل من الممكن تطبيق سياسة الاوت ليت في أسواق الذهب، من أجل طرح المشغولات الذهبية الراكدة في المحلات والشركات بمصنعيات بسيطة لتحفيز المبيعات وتنشيط السوق.
قال عبد العال سليمة نائب رئيس مجلس إدارة شركة «سليمة جولد للذهب والمجوهرات»، إن بعض محلات الذهب تتجه لبيع المشغولات الذهبية الراكدة بمصنعية أقل بهدف تنشيط السوق وتخفيف الضغط على السبائك والجنيهات الذهبية.
وأضاف، وذلك بدلًا من تكسير المشغولات الذهبية الراكدة وتحويلها للسبائك، في ظل ارتفاع الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية خلال الفترة الحالية، ما دفع الشركات لتغير سياستها البيعية وتسليم المنتجات خلال 15 يومًا.
وأوضح سليمة إلى أن الطلب على السبائك أكبر من الطاقة الإنتاجية للمصانع، وبالتالي تتجه المحلات لبيع المشغولات الذهبية الراكدة كمحاولة لتخفيف ضغط الطلب، كما أن هذه المشغولات تعتبر زينة وخزينة أما السبائك والجنيهات الذهبية خزينة فقط .
ومن جانبه، قال جورج تادروس، رئيس مجلس إدارة شركة «أندريا وجورج للذهب والمجوهرات» ،إن نظام الأوت ليت يتم في محلات القطاعي، حيث يتم في التصفية، وقد يكون فرصة للترويج في حالة ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن ذلك يتم في حالات المشغولات الذهبية الراكدة والمتواجدة منذ فترة، ولم يتم بيعها ولا يستطيع التاجر إعادتها للمصنع، وبالتالي يمكنه بيعها بمصنعية أقل.
وأضاف، تادروس إلى أن صاحب المحل يقوم بعمل تخفيضات على القطع الذهبية الراكدة والتي لم يتم بيعها كفرصة لتحفيز المبيعات، حيث يقدم تخفيضات تصل إلى 50% ، منوها إلى أنه في حال العلامات التجارية المشهورة من الصعب أن يتم تخفيض المصنعية فهي نسبة معروفة تعبر عن تكلفة المنتج من الصعب تغييرها.
تابع، وبالتالي ينم تكسير المشغولات الذهبية القديمة بدلا من طرحها بمصنعيات منخفضة.
أكد هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن إعلان بعض محال الذهب عن خصومات وتخفيضات قوية في أسعار المصنعيات يعمل على خداع المستهلك من ناحية ويسيء لغيرهم من التجار بإظهارهم أنهم يغالون في أسعارهم.
وأوضح أن العديد من التجار الذين تأثروا سلبيًا من جراء هذه الإشاعات والأسعار التي لا ترتقي أن تكون تكلفة المنتج ذاته بالتقدم بشكواهم إلى الشعبة.
ونتيجة لذلك فقد تواصلت الشعبة العامة مع الجهات الرقابية المسئولة بالدولة عن ضبط الأسواق لاتخاذ الإجراءات لحماية التجار والمستهلكين من مايشهده سوق تجارة التجزئة بالأيام الأخيرة من الإعلان الخادعة التي تتدعي أن سعر المصنعيه للجرام عيار 18 لا يتعدي 30 جنيها.
وأوضح ميلاد أن ذلك أقل بكثير من تكلفة تصنيع مشغولات بمواصفات صحيحة ويمكن بيعها بالمحال دون تلاعب بالمستهلك.
وتابع أنه استرشادا بالاتفاقية التحاسبية الضرائبية التي تم توقيعها بين الشعبة ومصلحة الضرائب بعد قيام المصلحة بعمل أبحاث علي متوسط قيمة بيع المصنعيات للمستهلك وعلي تكلفة التصنيع وربحية المحال.
وأضاف ميلاد أنه كانت نتيجتها أن متوسط المصنعيات بالسوق أضعاف مايتم الإعلان عنه، منوها إلى أن ذلك يعني استحالة البيع بأسعار تلك العروض بمصداقية والتزام مع المستهلك والدولة ضرائبيًا.
قال ممدوح عبد الله، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للذهب والمجوهرات، إن مُصنعى الذهب قد يضطرون لبيع جزء من المشغولات القديمة الراكدة بتخفضيات للحد من الخسائر بدلًا من تكسير المشغولات وإعادة تشكيها مرة أخرى، وتحمل المصنعين لتكاليف التصنيع ورسوم الدمغ وضريبة القيمة المضافة.
أضاف، أن بعض المشغولات الذهبية قد لا تلقى قبولًا ورواجًا بالأسواق، وقد تحتاج لفترة طويلة للبيع، وطرحها للمواطنين بمصنعيات منخفضة، يوفر للشركات تكلفة التصنيع، ويُمكن الشركات من التخلص من مخزونها الراكد من المشغولات الذهبية، يمنحها فرصة استرداد تكلفة التصنيع، ويوفر لها الذهب الخام لتشغيله فى منتجات جديدة.
لفت، إلى أن محلات التجزئة تتضرر فى حالة تحوله لنمط تسويقى داخل الأسواق، فتبيع الشركات مخزونها بأسعار أقل من مشغولتها المعروضة لدى التجار.
قال سعيد إمبابى،المدير التنفيذي لمنصة ” آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن سوق الذهب لم يقبل فكرة تطبيق سياسة” الاوت ليت”، مع إعلان إحدى شركات الذهب تطبيقها عبر المحلات التى تقدم عروضًا ترويجية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى.
أضاف، أن السوق يعد ذلك حرقًا للأسعار، وزيادة حالة الارتباك داخل سوق غير مرن يتعامل فى منتجات حساسة تقيم بأسعار ومصنعيات متغيرة، وفقًا لأسعار البورصات العالمية، بجانب ارتفاع تكاليف واجور تصنيعها، فكيف يمكن بيعها بأقل من تكلفة تصنيعها.
تابع، ومن ثم ناقش كبار تجار السوق فرص تطبيق هذه السياسة داخل السوق، كأحد المتغيرات الجديدة، بفعل ثورة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، خاصة فى ظل وجود صفحات وجروبات تخصصت فى بيع المشغولات الذهبية المستعملة بمصنعيات منخفضة وتقديم مزيد من العروض، وذلك بدون تصاريح أو موافقات من الجهات الرقابية، ورفض أغلب التجار تطبيق هذه السياسة والتوسع فيها من قبل شركات تصنيع الذهب، لأنها تضر بمصالح السوق
أوضح أن السوق يواجه فى الفترة الأخيرة مجموعة كبيرة من المتغيرات، التى قد تحفز حركة المبيعات لكنها فى ذات الوقت تحدث عدم ضبط حركة السوق.
أضاف، أن حرق الأسعار يعد من أبرز المشاكل التى تواجه قطاع الذهب، لأنه يضر بسمعة السوق وخاصة شركات الذهب، مع تقديم منتجات بمصنعيات أقل من قيمة تكلفتها،
لفت إلى أن تفاوت قيمة المصنعية بين المنتجات والمحلات والشركات يعد من أبرز المشاكل التى تحدث ارتباكًا بين المواطنين وتجار الذهب، وتطبيق هذه سياسة الاوت ليت والخصومات سيؤدي الى مزيد من الارتباك، فى ظل عدم ترحيب التجار بها.
قال عادل نصيف،رئيس شركة جلو جولد لتصنيع الذهب والمجوهرات، إن طرح أسواق الذهب مشغولات ذهبية بأسعار “الاوت ليت” خلال الفترات الماضية أدى لرود أفعال غاضبة داخل السوق، نتيجة تضارب المصالح بين المصنعين والتجار، إذ أنها تمكن المُصنعين من تعويض خسائرهم من خلال استرداد تكلفة التصنيع، لكنها تضر بمحلات التجزئة التى اشترت نفس المشغولات من الشركات بأسعار أعلى، وتعتبر حرقًا لأسعار الذهب وإضرارًا بنظام السوق فى قيم المصنعيات.
أضاف، ضرورة تقنين أسعار ” الأوت ليت” للحد من الاضرار بعملاء الشركات من تجار الجملة والتجزئة، وقد يؤدى التطبيق الخاطئ، إلى عزوف التجار عن التعامل مع الشركات.
أوضح، أن المشغولات الراكدة التى تطرحها الشركات بأسعار “أوت ليت” لبعض عملائها، معروضة فى محلات أخرى بمصنعيات أعلى، وبالتالى تخلق سعرًا موزايًا لنفس منتجات الشركة داخل الأسواق.
أضاف، أن شركات الذهب الكبيرة، تتحمل خسارة تكسير المشغولات الراكدة لديها للحفاظ على حركة الأسعار بالسوق، وتجنب تعرضه للارتباك أو الأزمات، والمنتج إما معروض بسعره وإما يُلغى.
لفت إلى أن تطبيق سياسة “الاوت ليت” أو العروض وتخفيض الأسعار يتوافق مع الشركات التى تمتلك منافذ تجزئة خاصة بها، ولا توزع منتجاتها على المحلات، فلن يكون هناك أضرار على الأخرين.
قال سعيد سليمة، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن ” الأوت ليت” فكرة جيدة، لكنها تحتاج لتنسيق بين الشركات وتجار الجملة والتجزئة تجنبًا لتعرض المحلات للمشاكل، وعلى المصنعين الحفاظ على عملائها من التجار.
أضاف، على الشركات التى تستهدف طرح مشغولات راكدة من سنوات سابقة بأسعار مخفضة، أن تبيع هذه المشغولات لعملائها من محلات التجزئة بنسبة خصم 50 % ، كنوع من تحفيز المبيعات، وإذ ارتأت المحلات أن هذه المشغولات غير رائجة، وحركتها بطئية، فيمكن للشركة سحبها من السوق ورد المصنعيات للتجار، وعرضها للبيع إما بدون مصنعيات أو بمصنعيات مخفضة، أو عرضها فى أسواق أخرى، فبعض المنتجات قد لا تلقى رواجًا بالقاهرة، لكن تزداد وتيرة مبيعاتها فى محافظات الصعيد.
لفت، إلى أن كثير من الشركات والمحلات التجارية تقدم لعملائها أسعار “الاوت ليت” على المشغولات الراكدة لديها، لكنها لم تكن معلنة، والسوق شهد مؤخرًا حالة من الجدل بين التجار وبعض الشركات التى أعلنت عن طرحها لمشغولات بمصنيعات مخفضة بأسعار الأوت ليت.
حمل تطبيق Walid app واعرف أماكن ومحلات الذهب بسهولة.